من المملكة إلى الجزائر مروراً بالعراق تتساقط رموز الإرهاب الدولي الذي يتدثر تحت عباءة الإسلام، والإسلام بريء منهم ومن أفعالهم.
وهذه الأيام تتجه الأنظار صوب الشيشان التي لا يزال المراقبون يستعيدون حادث التفجير الذي وقع في ملعب مدينة غروزني 9 أيار-مايو وسط الاحتفال الشعبي بذكرى الانتصار على النازيين الألمان في الحرب العالمية الثانية المسفر عن مقتل الرئيس الشيشاني المنتخب مفتي الجمهورية الأسبق أحمد قاديروف الذي ما هو إلا حلقة جديدة في سلسلة عمليات الانفصاليين الإرهابية الهادفة إلى إحباط مسيرة إعادة السلام إلى جمهورية الشيشان وفرض أفكارهم المتطرفة المنحرفة على شعبها بالقوة.
ويرى المحللون أن أصلان ماسخادوف إذا كانت لديه سلفاً المعلومات الأكيدة فإن أحد القادة الميدانيين شامل باسايف ومقاتليه رتبوا تلك العملية ولم يتخذ أي شيء لوقفها فهو أفلس نفسه كرجل السياسة نهائياً ويتحمل كافة المسؤولية عن قتل رئيس قاديروف وبذلك لا يحق لجهات خارجية معنية بأن تستمر في توظيف ماسخادوف أمام السلطات الروسية المركزية والرأي العام العالمي كشريك في مفاوضات لأنه وقف صفاً واحداً مع الإرهابيين.
ويؤكد إعلان موسكو عن إجراء انتخابات رئيس الجمهورية الجديد في أواخر شهر آب-أغسطس المقبل عزم السلطات الفيدرالية الروسية في تنفيذ خطتها الرامية إلى احتواء المشكلة الشيشانية بطرق سلمية وفقاً للدستور الشيشاني الذي وافق عليه شعب الجمهورية من خلال الاستفتاء العام في آذار-مارس الماضي وبأغلبية ساحقة من الأصوات، فتشير تقارير المبعوثين من منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ورابطة الدول المستقلة الذين قاموا بمراقبة انتخابات الرئاسة السابقة إلى أن السلطات الروسية آنذاك انشأت ظروفاً أكثر أمناً لاستكمالهم المهمة.
وعلى عكس الدول والمنظمات الإسلامية التي أيدت صراحة مشروع موسكو السابق لإجراء الاستفتاء الدستوري وانتخابات الرئاسة في الشيشان آذار-مارس الماضي وساعدت السلطات المركزية الروسية كثيراً على تأمين حرية التصويت ونزاهة فرز الأصوات وأرسلت إلى الجمهورية المراقبين فبرزت نفس الجهات الخارجية غير الاسلامية التي امتنعت عن الإشراف على الاستفتاء والانتخابات ولم تعترف بنتائجها وتحاول إشعال فتيل الحرب الأهلية واسعة النطاق بين شعوب قوقاز الشمالية سعياً من خلالها إلى جذب أنظار الرأي العام العالمي عن حقيقة الوضع المتدهور في العراق وأفغانستان وفلسطين التي تقع تحت الاحتلال الاجنبي وتستخدم هذه الجهات هيئات غير حكومية مختلفة يسيطر عليها الغرب وإسرائيل لمواصلة توجيه أصابع الاتهام إلى الروس بعدم احترامهم حقوق الإنسان في الشيشان من ناحية ولتكتم ما ترتكبه القوات الإسرائيلية والانجلو أمريكية المحتلة من الجرائم البشعة ضد الإنسانية على أرض الواقع في الشرق الأدنى أوسطي من ناحية ثانية.
ووسط الظروف الدقيقة والحساسة للغاية التي أصبحت جمهورية الشيشان تواجهها بعد مقتل رئيسها المنتخب أحمد قاديروف فيجب على كل الدول والمنظمات الإسلامية ألا تفسح أمام الجهات الخارجية المذكورة المعادية للإسلام أية مجال لحيلولها دون اعادة السلام والاستقرار إلى قوقاز الشمالية كمنطقة يقطنها المسلمون وأن ترسل مجدداً مبعوثيها للاشراف على انتخابات الرئاسة الشيشانية الجديدة المزمع إجراؤها في 29 آب-أغسطس المقبل.
|