* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أثار تقديم 40 ألف إسرائيلي طلباً للهجرة في السفارات الأميركية والأوروبية في تل أبيب والذين غادروا إسرائيل منذ مطلع العام الجاري، أثار هذا الرقم قلقاً كبيراً في الدولة العبرية..، حيث ان هذا الرقم يعادل ضعفي النسبة في الفترة نفسها من السنة التي سبقتها..
وحسب مصادر صحافية إسرائيلية: بلغ عدد الإسرائيليين الذين تقدموا للسفارات الأميركية والأوروبية في تل أبيب طلباً للهجرة وغادروا إسرائيل بالفعل منذ مطلع العام الجاري (2004) أكثر من أربعين ألفا، وهذا ما يثير قلق الساسة الإسرائيليين..
وقد أظهرت نتائج استطلاع، أجرته جامعة دربي البريطانية، بواسطة فرعها الإسرائيلي، أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة في الدولة العبرية هي التي أدت إلى هجرة الإسرائيليين، وتزيد من تفكير العديد منهم في الهجرة.. وتقول مصادر إسرائيلية: إن انتفاضة الأقصى تركت آثارا سيئة على الأوضاع الاقتصادية والأمنية في اسرائيل، كما وأنها شكلت رادعا قويا لهجرة يهود أمريكا إلى أرض الميعاد.. إضافة إلى أنها شكلت حافزا لليهود للخروج من اسرائيل.. وكانت نتائج دراسات اقتصادية إسرائيلية أظهرت، مؤخرا أن الاقتصاد الإسرائيلي خسر خلال انتفاضة الأقصى المتفجرة منذ الثامن والعشرين من شهر سبتمبر - أيلول عام 2000، وحتى مطلع هذا العام، أكثر من (9 مليارات دولار) ناهيك عن الخسائر العسكرية، وكل تلك الخسارة تنعكس سلبا على الأوضاع المعيشية في الدولة العبرية، ناهيك عن تدهور الأوضاع الأمنية في قلب دولة الكيان المحتل..
ويتضح من الاستطلاعات ونتائج الدراسات المسحية في الدولة العبرية أن غالبية الهاربين اليهود من أرض السمن والعسل يتجهون إلى الولايات المتحدة وإلى كندا، ثم تأتي بالدرجة الثانية دول أوروبا الغربية، تليها دول أوروبا الشرقية..
وأفادت تقارير إسرائيلية على لسان مسؤولين إسرائيليين بأن يهود أمريكا البالغ عددهم أكثر من ستة ملايين نسمة يرون بأن تبرعاتهم المالية السنوية التي يدفعون بها إلى الخزينة الاسرائيلية هي(الواجب) تجاه اسرائيل، ولا يفضلون حياة التقشف والخوف والهلع والتفجيرات التي تعيشها اسرائيل عن حياة الرخاء والاطمئنان في الولايات المتحدة الأمريكية.. وبالرغم من توافر الإمكانات المادية للمهاجرين إلى اسرائيل (حيث يمنحون الجنسية الاسرائيلية بمجرد أن تطأ أقدامهم أرض الميعاد، وتوفر لهم المساكن حسب وضعية العائلة، ويعفون من الضرائب طيلة الخمس سنوات الأولى من وصولهم أرض الميعاد..) إلا أن عدد اليهود الخارجين من اسرائيل يفوق عدد الداخلين إليها..
وكانت مصادر رسمية إسرائيلية أكدت مؤخرا أنه منذ قيام دولة الاحتلال على أرض فلسطين المحتلة، هاجر منها حوالي سبعمائة وتسعة آلاف يهودي، نصف مليون منهم اختاروا العيش في الولايات المتحدة، ونشرت وزارة الخارجية الاسرائيلية تقريرا جاء فيه: هناك أكثر من (650) ألف إسرائيلي لا يعيشون في اسرائيل منذ تفجر انتفاضة الأقصى، حيث فضلوا العيش بعيدا عن أجواء العنف التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يشكل كارثة قومية وهزيمة سكانية منيت بها الدولة العبرية..
|