* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة
قالت مصادر إسرائيلية إن وزارة الأمن تنوي البدء في بناء مقطع آخر من جدار الفصل العنصري، خلال هذا الأسبوع، عند حي الرام شرقي مدينة القدس المحتلة.. وبحسب المصادر الفلسطينية سيؤدي بناء هذا المقطع من جدار الضم والتوسع إلى عزل حي الرام، حيث يعيش نحو 70 ألف فلسطيني عن مدينة القدس وأحيائها العربية، علما بأن نحو نصف سكان الحي يحملون بطاقات هوية إسرائيلية ( زرقاء )..
ومع بدء أعمال الحفر وتهيئة الأرض لأعمال البنى التحتية لإقامة الجدار، بادر سكان حي الرام إلى سلسلة من النشاطات، إذ طالب مجلس الحي بعقد اجتماع لمناقشة اعتراضات الأهالي، كما توجه السكان بالتماس إلى المحكمة العليا الاسرائيلية، وهم ينوون شن حملة إعلامية واسعة النطاق ضد إقامة الجدار، فيما تصر وزارة الأمن الإسرائيلية على موقفها القاضي ببناء هذا المقطع من الجدار.
وإذا ما أقيم الجدار، سيضطر حملة الهوية الزرقاء (الاسرائيلية)، من سكان حي الرام، إلى السفر باتجاه الشمال مسافة 2,5 كم، أي حتى حاجز قلنديا (شمالي القدس)، ليتمكنوا من دخول مدينة القدس، إذ سيتم تحسين وملاءمة حاجز قلنديا لاحتياجات المارين منه باتجاه مدينة القدس. وعقدت وزارة الأمن الإسرائيلية ؛ التي كانت قد أعدت، مسبقا، العدة لحملة إعلامية اجتماعا خاصا للصحافيين، تم خلاله عرض خطة المقطع المنوي إقامته. . واتضح من معطيات الوزارة أن المقطع المذكور سيمتد على نحو 5,2 كم وسيصل ارتفاعه إلى 5.4 أمتار. وادعت الوزارة الإسرائيلية بأن إقامة هذا الجدار هو أمر ضروري، بعد أن وقعت في القدس خلال السنوات الثلاث والنصف الأخيرة 195 عملية فدائية، منها 29 عملية تفجيرية.. وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مساء يوم السبت ، الموافق 19 - 6 - 2004 مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين شمال مدينة القدس المحتلة، واعتقلت خمسة شبان من سكان المخيم الذي شهد مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال وبين مئات الشبان..
وذكرت مصادر محلية في المخيم ل (الجزيرة) أن وحدات خاصة من الجيش الصهيوني المتنكرين بالزي المدني، ويستقلون سيارات تحمل تسجيلاً فلسطينياً تسللت مساء يوم السبت ذاته إلى داخل المخيم حيث اكتشف الشبان أمرهم ورشقوهم بالحجارة والزجاجات الفارغة.. حينها تدخلت قوات كبيرة من جنود الاحتلال لتأمين الحماية للمستعربين، ووقعت مواجهات عنيفة داخل المخيم فتح خلالها جيش الاحتلال النار بشكل كثيف وعشوائي كما ألقى القنابل الغازية.. وحاصر جنود الاحتلال مقهى وسط المخيم واعتقلوا خمسة شبان هم: عبد الله إبراهيم لافي (21 عاما)، وشقيقه إياد (18 عاما)، والفتى عودة خيري خيالة (17 عاما)، وأحمد عليان (24 عاما)، وسامر حسن الأعمى، ونقلوهم إلى مكان مجهول.. يذكر أن سلطات الاحتلال الصهيوني أقامت جدارا يفصل بين الجهة الشمالية من مطار قلنديا عن المخيم، في أعقاب قيام شبان المخيم بتدمير السياج الشائك الذي أقامه جنود الاحتلال حول المطار، وقبل يومين نصب جنود الاحتلال برجا أسمنتيا محصنا قبالة المخيم لمراقبة تحركات الأهالي هناك..
هذا وقد كشفت مصادر إسرائيلية رسمية النقاب عن استعداد الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ خطة جديدة، مع بداية العام القادم، استكمالا لسياسات تهويد مدينة القدس ولفرض وقائع جديدة على الأرض فور إتمام بناء الجدار العازل. وستشرع وزارة الداخلية الإسرائيلية في تنفيذ حملة إجبارية على كل من يحمل هوية زرقاء من سكان مدينة القدس الشرقية لتبديل هوياتهم وإصدار جوازات سفر إسرائيلية بدل وثيقة السفر التي يحملونها حاليا، وأي فلسطيني لا يريد أو لا يوافق ستسحب منه الهوية وبالتالي لا مجال لوجوده داخل حدود بلدية القدس..
وفي موضوع ذي صلة بالانتهاكات الاسرائيلية بحق مدينة القدس المحتلة وأهلها، تخطط السلطات الإسرائيلية لسلخ أحياء بكاملها عن حدود البلدية خاصة تلك التي توجد خارج الجدار الفاصل.. هذا بالإضافة إلى أزمة أخرى يواجهها سكان القدس المحتلة في تعليم أبنائهم، هذه الأزمة تمثلت في قرار جديد يقضي بعدم تسجيل الأولاد الذين يولدون في الفترة الأخيرة في بطاقة الوالدين.
|
"دوليات"