(ما ندركه يشكل الطريقة التي نعيش بها).. لعل هذه الجملة تكون مدخلاً في مناقشة الأفكار الإرهابية التي يتبناها البعض ويعمل من أجلها، وذلك كخط فكري آخر إلى جانب الخطين السياسي والعسكري اللذين نجحا في تقصي هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا وإيقافها عند حدودها الضيقة.
إذا علمنا أن الشخصيات المنخرطة في أي تنظيم ايديولوجي يتصرفون في غير مصلحتهم الآنية، فإن ذلك يعكس صورة حية لخطأ تصرف أولئك الأتباع، كيف يذيب الأتباع شخصيتهم في تنظيم لا يخدمهم بالصورة التي تحقق لهم الاعتراف والتقدير والنمو بقدر ما يخدمون قوى خفية تحركهم، ولو علم الأتباع حقيقة القوى التي تحركهم لما بقوا في التنظيم ساعة واحدة.
إن ثمة فرقاً كبيراً بين العالم الديني والقائد الديني: العالم الديني يدفع الفرد لما فيه صلاح الفرد نفسه أما القائد الديني فإنه يدفع الفرد لما فيه صالح القائد نفسه، وفي الثانية يشتغل الفرد ضد نفسه باستمرار.
لكي نمسك بالمشكلة، علينا أن ندرس الأفكار كتاريخ وسلوك ونتيجة ذلك وفق مشروعات دينية - فكرية - ثقافية متقدمة بعيدة عن الانفعال الآني للوصول الى عمق الموقف وأبعاد الحالة ونوع الإطار وتشكل الأنظمة الفكرية المتشددة.
أؤكد أن هذا خط آخر مهم نحتاجه كثيراً في قراءة الظاهرة الإرهابية وهو مفيد جداً على المدى الطويل ويؤسس لخطاب تتطور معه بنية الوعي تصل بشبابنا المسلم الى حماية فكرية من أي نوعٍ من أنواع الأفكار المضرة التي تجعله يتصرف ضد نفسه وضد وطنه وضد أمته.
|