الكذب داء الإيمان..
قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} ومن علامات النفاق الكذب، ذلك المرض الذي يعتري إيمان المرء فيقضي عليه، كما يعتري الداء جسم الإنسان فيفتك به، والإيمان والنفاق ضدان لا يمكن اجتماعهما معاً في قلب عبد، وما وجد الكذب في شخص إلا وبان نفاقه وتجلى ضعف إيمانه قال تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ} لأن المؤمن لا يكذب وقد أخبر بذلك هادي البشر صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن عدة خلال مذمومة أتكون بالمؤمن فأجاب صلى الله عليه وسلم: نعم.. إلا الكذب فقد استثناه منها. فالكذب داء يهدم دين المرء دونما شعور واحساس ثم يؤول به إلى مهاوي الزلق والمهالك إذا لم يكن في حرب أو لاصلاح ذات البين على سبيل التورية والتأويل.
هذا وقد حذر الله وحذر رسوله (ص) وحذر كل ذي لب من هذه الخصلة الذميمة وبينوا عقباها الوخيمة وما يتسبب من جرائها في الدنيا والآخرة.. وقصارى القول فالكذب أساس كل شر وجماع كل سوء وعنوان كل رذيلة والضد بالضد.. وقد قيل حسب الكذاب أنه لا يصدق حديثه ولو كان صادقاً فيه.
وقيل:حسب الكذوب من البلية بعض ما يحكي عليه فإذا سمعت بكذبة من غيره نسبت إليه.
لذا يجب توخي الصدق في كل شيء، ونبذ الكذب ولو نفع ولا نفع فيه للحفاظ على هذه العقيدة التي بكمالها الخير العميم وبنقصها الشر والوبال.
حمد بن محمد الحمد |