أرض جامعة الرياض ومشاريع الإسكان
خصصت لجامعة الرياض أرض واسعة تبرع بها أو معظمها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير المنطقة لتستوعب عدداً من الكليات وساحات الحرم الجامعي وأماكن نشاطات الطلاب، وذلك قرب الدرعية.. وقد صمّم لمبانيها نموذج رائع كلف الثمين من المال إلا أنه تأخر تنفيذ المشروع الكبير رغم أنه يخصص عادة مع كل ميزانية مبالغ تصلح أن تقام بها نواة للجامعة، إلا أنها إما أن تصرف في مبان داخل مدينة الرياض في غير الموقع المخصص لإقامة المشروع أو يرمم ببعضها منشآت قائمة لتلائم تخصيصها للكليات الجديدة أو توسعة الكليات القائمة، ولم يبدأ حتى الآن الالتفات إلى تنفيذ المشروع الكبير الذي حجزت له تلك الأرض منذ ميلاد جامعة الرياض.
وليس لأن وضع جامعة الرياض غريب؛ لكون كلياتها منتشرة هنا وهناك.. فجامعة عريقة كجامعة كيمبريدج البريطانية لها نفس الوضع؛ لأن كلياتها تتخلل المدينة حتى أنها تنفرد من بين الجامعات البريطانية المتعددة بهذا الطابع، ولا أعتقد أن مجال المقارنة يمرّ بلا فارق.
والذي نتمناه ألا يمرّ هذا العام الذي شحنت فيه ميزانية الدولة بالخير وطفحت مشاريعها بالعطاء دون أن يسبل أرض جامعتنا المقفرة وابل ثرّ تزهر معه جوانبها بالعمران والسخاء. يودّ كل مواطن واع أن تمتد يد العمران لهذه البقعة الطيبة هذا العام، وإذا - لا سمح الله - تقهقر عزم المسؤولين في الجامعة عن مباشرة التنفيذ رغم الذي خصص لهذه المنشأة في ميزانية الجامعة من ملايين الريالات، فعسى ألا يمعنوا في الإصرار على حجزها وصدّ مشاريع الإسكان عنها؛ حيث يجري الآن بحث جاد عن مواقع مناسبة لإقامتها عليها.
أمل يتجدد ورجاء ملح، ولعل وزارة المالية والاقتصاد الوطني تسهم في دعم عزيمة الجامعة على البناء والتشييد أو العزم على نزعها لمشاريع الإسكان.
صالح السالم |