في مثل هذا اليوم من عام 1977م، بدأ البترول يتدفق من أكبر حقول النفط الامريكية في شاطئ بيردهو باي بولاية ألاسكا الامريكية في خط للأنابيب يمتد عبر الولاية لمسافة 799 ميلا، ويبلغ قطره 48 بوصة، ويقطع ثلاث سلاسل جبلية قطبية ومئات الانهار والجداول نحو ميناء فالديز بألاسكا.
حارب المدافعون عن البيئة بناء هذا المشروع حيث رأوا أنه سيدمر النظام البيئي البكر للمنطقة. لكن الكونجرس الامريكي رأى أن المشروع سيساعد أمريكا على الحد من اعتمادها على البترول الاجنبي. وكان خط أنابيب نقل بترول ألاسكا هو أكبر المشروعات ذات التمويل الخاص حتى ذلك الحين حيث تكلف إنشاؤه 8 مليارات من الدولارات واستغرق بناؤه ثلاثة أعوام.
في عام 1968، تم اكتشاف حقل بترول ضخم بالساحل الشمالي لألاسكا بالقرب من شاطئ بيردهو باي. وكان هذا الحقل يقع شمال الدائرة القطبية الشمالية، لذلك كان من الصعب على ناقلات البترول المرور في مياه بحر بوفورت سي المتجمدة.
في عام 1972، صرحت وزارة الداخلية الامريكية بالحفر هناك، وتسبب القرار العربي بحظر البترول في عام 1973، في الاسراع ببناء خط الانابيب. وتم إنشاء شركة خدمة خط أنابيب أليسكا من مجموعة من كبرى شركات البترول، وفي عام 1974، بدأت بناء المشروع.
اعترضت مجموعات صيانة الانهار الامريكية على إنشاء خط الانابيب مشيرة إلى أنه سيدمر موطن حيوان الرنة في القطب الشمالي وسيذيب طبقة الجمد السرمدي في التربة وسيلوث مياه (برنس وليام ساوند) في ميناء فالديز الغنية بسمك السلامون. مما اضطر شركة أليسكا إلى زيادة احتياطاتها البيئية، بما في ذلك بناء 50% من الانابيب فوق سطح الارض لحماية طبقة الجمد السرمدي من البترول الساخن وللسماح لحيوان الرنة بالمرور من تحتها.
في 20 يونيو 1977، بدأ ضخ البترول في خط الانابيب، إلا أن العمل واجه صعوبات عديدة تسببت في تأجل وصول البترول إلى ميناء فالديز لعدة أسابيع. وفي أغسطس من العام نفسه، غادرت أول ناقلة بترول ميناء فالديز في طريقها إلى الولايات الاخرى بأمريكا. وأدى خط أنابيب ألاسكا إلى إنعاش الاقتصاد بولاية ألاسكا بصورة كبيرة، وأصبح ينقل أكثر من مليون جالون من البترول يومياً. أو ما يقرب من 15 % من مجموع إنتاج الولايات المتحدة من البترول.
|