في مثل هذا اليوم من عام 1900م، وكرد فعل على التدخل الأجنبي الصارخ في الشئون الداخلية للصين، قامت جماعة من الوطنيين الصينيين بثورة في العاصمة بكين واطلقوا على انفسهم اسم (آي هوشوان) أي (القبضات الصحيحة والمتآلفة)، أو ما أطلق عليهم اسم الملاكمين.
وقام الوطنيون بالاستيلاء على بكين وقتلوا الكثير من الأجانب الغربيين وعلى رأسهم السفير الألماني في الصين، بارون فون كيتلر، كما حاصروا المفوضيات الأجنبية في المدينة. من المعروف انه مع نهاية القرن التاسع عشر اجبرت القوات الأجنبية ومعها اليابان الأسرة الحاكمة في الصين على قبول التدخل الأجنبي خاصة في الشئون الاقتصادية للبلاد. حاولت الصين مقاومة هذا التدخل عن طريق حرب الأفيون والثورات الشعبية وحربها ضد اليابان، لكنها افتقرت إلى نظام عسكري متطور. كما تكبدت الصين الكثير من الخسائر.
في عام 1898 اعلنت الإمبراطورة الصينية، تسوتسي وأحد أكبر المعاديين للإمبريالية، مساندتها ل(القبضات الصحيحة والمتآلفة) أو(الملاكمين) حيث اطلق عليهم البريطانيون هذا اللقب بسبب اساليب فنونهم القتالية.
بمرور الوقت اكتسب (الملاكمون) قوة كبيرة وفي عام 1900 وصل عددهم إلى 100 ألف عضو. فقاموا بمحاصرة الأجانب في بكين وحرقوا الكنائس المسيحية كما عطلوا خط السكة الحديد بين بكين وتينتسين.
حاولت القوات الأجنبية الغربية ومعها اليابان تنظيم قوة دولية للقضاء على هذه الثورة، إلا ان (الملاكمين) استمروا في محاصرة الدبلوماسيين الأجانب وعائلاتهم لعدة اسابيع. في الرابع عشر من أغسطس، نجحت القوات الدولية المشتركة فيها كل من: بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا في تحرير بكين من هذا الحصار. وفي سبتمبر من عام 1901م. تم توقيع (بروتوكول بكين) لتنتهي بذلك ثورة الملاكمين. وبموجب هذه الاتفاقية، اكتسبت القوات الأجنبية الكثير من الامتيازات التجارية. كما تمركزت هذه القوات في بكين ووقعت غرامة على الصين قدرها 333 مليون دولار أمريكي.
|