في مثل هذا اليوم من عام 1965م، فرقت الشرطة في الجزائر العاصمة المظاهرات التي خرج فيها مئات الاشخاص الذين جابوا الشوارع وهم يرددون الهتافات وشعارات التأييد للرئيس المخلوع أحمد بن بيلا.
بدأت المظاهرات بمسيرة نظمها الطلاب، ولكنها تحولت إلى جماعات شغب تجري في الشوارع بسبب محاولات الشرطة لتفريقهم.
وكان الرئيس السابق بن بيلا قد تم احتجازه في قاعدة عسكرية بعيدة، بعد أن قام بخلعه هواري بومدين رئيس القوات المسلحة ورئيس مجلس الثورة الوطني.
بدأ الانقلاب عندما حاصرت دبابتان القصر الرئاسي في الجزائر العاصمة في صباح اليوم السابق وحل العسكريون محل الحرس الخاص بهدوء، ثم سمع صوت تحطم زجاج وظهر ضوء لفترة وجيزة قبل أن يعاد غلقه مجددا.
ومع بزوغ الفجر، كانت الدبابات قد اتخذت مواقعها الاستراتيجية في المدينة. حيث وضع الميناء الجوي تحت السيطرة العسكرية وتم قطع جميع الاتصالات مع العالم الخارجي.
وبعد إذاعة الموسيقى العسكرية لعدة ساعات في الاذاعة الجزائرية، أدلى الكولونيل بومدين بخطبة مطولة اتهم فيها الرئيس بن بيلا بالخيانة وتوعده بمصير جميع الطغاة.
أما الكلمة التي أذيعت باسم مجلس الثورة فقد دعت إلى العمل من أجل (دولة ديمقراطية وجادة) وازدهار الاقتصاد.
كان من بين الاوامر الاولى للكولونيل بومدين هو إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الذين تم احتجازهم لأسباب سياسية. كما أعطى ضمانات بعدم المساس بأشخاص أو ممتلكات فرنسية بالبلاد.
وقع هذا الانقلاب قبل عشرة أيام من عقد مؤتمر أفرو- آسيوي في الجزائر العاصمة. وتردد آنذاك أن روسيا هي التي رتبت لهذا الانقلاب لمنع انعقاد المؤتمر بعد أن تم استبعادها منه.
|