وفي اللاّمية ورد ما يدل على تألف الشنفرى حياة البرية والتوحش ومن ذلك وصفه الدقيق للحيوانات المفترسة فإلى الأبيات:
وفي الأرض منأى للكريم من الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل |
واتخذ حياة التوحّش والوحوش أهلاً.. فقال
ولي دونكم أهلون سيد عَمَلس
وأرقط زهلول وعرفاء جيأل |
(1) السِّيد بالكسر الأسد
(2) العملس
(3) الأرقط: النّمر.
(4) ذهلول: عصفور
(5) العرفاء - الضبع - واتخذ ما تقدم أهل فيقول:
ان تلك الحيوانات المتوحشة أهل في قوله من اللاّمية
همّ الأهل لا مستودع السّر ذائع
لديهم ولا الجاني بما جرّ يخذلُ |
هذه حياة الشنفرى في العصر الجاهلي وهو يصف وضع وحال متعلق به في علاقاته بالتوحش ومع التقدير للشعراء ماضياًَ وحاضراً مشهوراً وغير مشهور في مختلف العصور..فإنني لم أقف على تصوير بديع وغاية في التعبير بشمولية ودقة وجمال وتعبير الشنفرى عن القوس وتشبيهها البليغ فنطالع قوله:
ثلاثة أصحاب فؤاد مشيعٌ
وأبيض اصليت وصفراء عيطل
هتوفٌ من الملس المتون يزينها
رصائع قد نيطت إليها ومحمل
إذا زل عنها السّهم حنّت كأنها
مرزأة ثكلى ترن وتعول |
وقال الشنفرى كناية عن قوة ضربه أقدامه في الأرض ومن ذلك حجر الصوان الذي يتطاير من أقدام الشنفرة وذلك في قوله:
إذا الامعز الصوان لاقى مناسمي: تطاير منه قادح ومفلل
|