عنوان كتاب طريف في موضوعه، فريد في بابه، جديد في مضمونه، ألفه الإمام المقرئ المفسر أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي (ت427هـ)- رحمه الله تعالى- ،وتناول فيه أخبارا وقصصاً عن بعض السلف ممن قرأوا القرآن فماتوا متأثرين بمعاني الآيات الكريمة، فوقعت في أنفسهم موقعا عظيما، مما يدل على خشوعهم، ورقة قلوبهم.
وفي هذا يقول مؤلفه: (هذا كتاب مشتمل على ذكر قوم هم أفضل الشهداء، وأشرف العلماء، نالوا أعلى المنازل، وأدركوا أسنى المراتب، وهم الذين قتلهم القرآن، لما قرأوه، أو سمعوه يتلى، فعلموه حق العلم، وفهموه حق الفهم).
ثم ذكر أربعة وعشرين خبرا لبعض من حصل منهم ذلك بأسانيدها. منها خبر زرارة بن أوفى البصري المتوفى سنة ثلاث وتسعين للهجرة- رحمهم الله- أمّ قومه في مسجد بني قشير، فلما بلغ قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} سورة المدثر،(الآية رقم 8).
خرّ ميتا، وصحح الذهبي هذه القصة في (سير أعلام النبلاء) (4-395) وقد طبع الكتاب وصدر عن مركز بحوث كلية التربية، بجامعة الملك سعود عام 1425هـ بتحقيق د. ناصر بن محمد المنيع، أستاذ الثقافة الإسلامية المساعد بكلية التربية.
وقد بذل جهدا فائقا في تحقيقه، حيث حققه على ثلاث نسخ خطية، وصدره بدراسة وافية عن حياة المؤلف، والتعريف بالكتاب.
وقد أجاد في تخريج القصص والأخبار، وتوثيقها، وتراجم الأعلام، وشرح الغريب من الكلمات بنَفَس علمي يدل على خبرته الواسعة في التحقيق العلمي، وحسن استفادته من كتب التراث، ويشكر للمحقق تنبيهه على بعض القصص الغريبة التي تصل إلى حد الخرافة عن بعض الصوفية، أو الأخبار الضعيفة التي لم تثبت أسانيدها، مما يدل على إنصافه العلمي ومعرفته بالجرح والتعديل وفق منهج المحدثين.
|