لا يختلف اثنان على أن موضوعات التاريخ المحلي والتراجم وتواريخ البلدان من أكثر الموضوعات وعورة عند الكتابة فيها أو التعقيب أو المناقشة وذلك لما فيها من مساس بأشخاص أو بلدان لها ارتباط بحياتنا اليومية..... بدون شك أنه من حق كل فرد منا أن يكتب عن بلدته أو أسرته وقبيلته ولا شك أن هذا مطلب إيجابي وعمل جليل؛ فالوفاء للأرض والأصل علامة كمال وفضل، وقديماً قيل إن الرجال تعرف بحنينها لأوطانها. وكتب ابن الرمزبان كتاباً جميلاً في هذا الباب سماه الحنين للأوطان، وإنما الذي أريد أن أذكره أننا نجد بعضهم حينما يكتب في هذه الموضوعات أو يعقب على كتابة سابقة لا ينهي ما كتبه دون التلميح أو التصريح بالإساءة للآخرين وكأن فضله لا يقوم إلا على نقد الآخرين، ولا شك أنه بإمكانك أن تكتب ما تشاء في حدود المطلوب لكن دون الإساءة إلى غيرك. ومن الجوانب التي نجدها في هذا المجال ولا تخلو من صورة مرفوضة أن بعضهم حينما يكتب عن بلد ما يحرص في ذكره على الانتقائية المرفوضة؛ فهو لا يذكر من أهل ذلك البلد سوى أشخاص معينين مع أن غيرهم قد يكونون مثلهم أو أكثر حضوراً، ولكن تكون هناك أسباب غير معلنة.
لا شك أن بعض الصور المرفوضة تلقي بظلالها على صورة تاريخنا أمام الآخرين وتجعلنا في وضع لا يصلح أن نكون فيه.
قاسم الرويس
لا أدري لماذا حينما يكون الحديث عن الباحث الجاد الذي لم تخدمه الأضواء تأتي صورة الباحث المتمكن قاسم الرويس ماثلة أمامي؛ فهذا الشاب الذي يقيم في مدينة الدوادمي الغالية في عالية نجد أنه أنموذج للشاب الجاد المتمكن الذي لا يتكلم إلا فيما يحسنه ويسأل عن كل ما يجهله بأسلوب راق وأخلاق عالية.
أخي قاسم: آثرت أن أشكرك علانية على ما تقدمه من خدمة للتراث والباحثين وكلي أمل أن نجدك باحثاً في إحدى الجهات البحثية الكبيرة؛ لأني أعرف أن لديك الكثير والكثير وبخاصة في تاريخنا المحلي الكبير، مع التذكير لك وللآخرين بأنه لا يربطني بك والله سوى محبة البحث والعلم، لكن أمثالك يفرضون أنفسهم على ساحة البحث والباحثين، وإن كنت لست الوحيد من الباحثين المميزين - بحمد الله - فهناك جيل قادم يبشر بخير كان لنا شرف الإشارة إلى بعضهم في الوراق، وهناك أسماء أخرى نأمل منهم الكثير والكثير من أمثال الكوكبة المميزة، وعلى رأسهم أيمن النفجان وزكي أبو معطي ونايف البراق وخالد النزر وسعد السيف وغيرهم ممن لا يحضرني الآن، وهم لا شك حاضرون في قلوب القراء، وهذا الجيل هو الذي يؤكد أن تاريخ الوطن في أيد أمينة تحرص على التوثيق والتدقيق في خدمة تاريخ أشرف البقاع وأطهرها.
للتواصل: فاكس: 2092858
|