** ربما تكون أكبر معاناة تواجهها أنديتنا الرياضية .. هي القائمين عليها والمسئولين فيها .. ولذلك نشاهد نادياً كبيراً متألقاً .. وآخر مع الأسف .. في الحضيض .. مع أن فرص النجاح أمام الاثنين متساوية.
** فهذا نادٍ أخلص مسئولوه .. وقادوه إلى القمة .. وآخر قادوه إلى الحضيض.
** ان مشكلة أنديتنا بالفعل تكمن في المقام الأول .. في القائمين عليها .. وفي أعضاء مجالس إدارتها .. وفي إداراتها.
** إن بعض الأندية .. تشتكي أحوالها .. وتستغيث من القائمين عليها .. لأنهم سبب تعاستها وسبب كل مآسيها.
** فمشكلة بعض الأندية .. أنها صارت مقصورة على فئة من الناس الذين تدور أسماؤهم حول النادي منذ عشرات السنين .. ولم يحصل تجديد أو تبديل أو تغيير أو استقطاب أسماء جديدة للنادي.
** إنني هنا .. لا أعني نادياً معيناً .. بل أعني مجمل الأندية بدون استثناء .. التي عانت طويلاً من مسئوليها.
** لقد عانت الأندية من ابتعاد المثقفين والأكاديميين ورجال الأعمال المتميزين ورجال التربية ومن يملك روح الإنتاج والعمل والعطاء والإبداع .. بل ظلَّت أكثر الأندية تدور حول أسماء محددة .. هم الإدارة .. وهم الأعضاء .. وهم كل شيء في النادي .. حتى تداعت أوضاعها وسقطت أكثر من مرة أو لازمت قاع الدرجة الثانية أو الأولى لسنوات .. دون أن يسعى أحد لإنقاذها.
** إن بحث ضم المفكرين والأكاديميين والمثقفين ورجال الأعمال المتميزين ورجال المجتمع البارزين والوجهاء .. للأندية في إداراتها ومجالس إداراتها .. هو أحد السبل الكفيلة بإذن الله .. بإنجاحها ووضعها على طرق العطاء والإبداع والتفوق والنجاح .. لتصبح منتدىً وملتقىً ثقافياً ورياضياً واجتماعياً لشبابنا .. وتكون مجالاً خصباً لاستقطابهم وشحذ مواهبهم .. وتفجير طاقاتهم .. والحيلولة دونهم ودون دعاة السوء والانحراف والفساد والإفساد.
** إن داخل أنديتنا .. مجالات وميادين للعطاء والإبداع .. وامتصاص طاقات الشباب .. ولكن مع الأسف بينهم وبين الأندية .. حواجز كبيرة ..وأبرزها الإدارات.
** أقول هذا وأنا أعايش نقلة رائعة .. وتجديداً جيداً شهده واحد من أبرز وأكبر أنديتنا .. إنه سفير الأندية القصيمية وزعيمها - نادي الرائد - الذي استقبل إدارة جديدة .. ومجلس إدارة جديدا من خيرة شباب ورجال المنطقة برئاسة رجل الأعمال المعروف .. وابن بريدة البار الشيخ عبد العزيز بن عبد الله التويجري.
** فيما قد كان النادي .. قد كسب واحداً من ألمع رجالات بريدة وأكثرها عمقاً وتوازناً .. أنه الشيخ صالح بن عبد الله المحيميد .. رئيس مجلس أعضاء الشرف.
** كما أننا أيضا .. نشاهد ونتابع تفوق نادي التعاون .. عندما وفق في إدارة نموذجية برئاسة الأستاذ براك الزميع .. وكل هذه النقلات .. وهذه النجاحات .. يقف وراءها الشيخ فهد المحيميد .. رئيس أعضاء الشرف ونائبه الأستاذ ياسر الحبيب.
** إننا نجزم .. أن هؤلاء الرجال المتمكنين .. سيقودون هذه الأندية إلى درجات متقدمة .. وعالية من العطاء والإبداع .. والإنتاج ..وسيقيمون جسوراً قوية بين النادي والمجتمع .. وسينجحون في استقطاب شباب المجتمع بمختلف رغباتهم وميولهم.
** لقد عانت أنديتنا طويلاً .. من المترززين الذين لم يُقدَّموا للنادي .. إلا الترزز والتصريحات واستثمار النادي في الأحاديث والتصريحات ونشر الصور .. والقفز على اسم وسمعة ومكانة النادي .. بدلاً من العطاء للنادي ..
** واليوم .. يدخل أنديتنا .. تلك النوعية الطيبة .. التي بدأها نادي الرائد .. ونادي التعاون .. مما سيشكل بإذن الله .. نقلة جديدة .. وتفوقاً جديداً .. ويؤذن بمستقبل مشرق بإذن الله تعالى.
** فهل نقول : إن زمن المترززين والطفارى ومستثمري اسم وسمعة ومكانة الأندية .. قد ولَّى إلى غير رجعة ؟
** وهل نقول.. إن الأندية بدأت اليوم تستقطب رجال الفكر والأدب والثقافة والمال والإعلام وسائر المبدعين في سائر المجالات .. وهم الذين سيتولون بإذن الله .. مهمة نقل الأندية من وضعها السابق المتردي .. إلى أوضاع مختلفة؟
** إن أمام الأندية فرصاً كثيرة للإبداع والعطاء والإنتاج .. ولكن عندما يكون رئيس النادي ومجلس إدارته دون المستوى المطلوب .. أو لا يملك قدرات وإمكانات ومواهب معينة .. فإن النادي .. يظل قابعاً في المؤخرة .. متقوقعاً في داخله .. بعيداً عن المجتمع .. بعيداً عن الشباب .. يرضى بآخر الركب.
** إن شباب المنطقة (منطقة القصيم) يتطلعون إلى مستقبل الرائد .. ومستقبل التعاون .. ويتطلعون إلى مرحلة جديدة يُحلَّق فيها الرائد عالياً.
** أما سر هذا التطلع .. فهو ما عرفوه من الشيخ صالح بن عبد الله المحيميد .. من تاريخ طويل في العطاء والإبداع .. ومن ثقافة وعمق ومقدرة .. وكشخصية معروفة محبوبة يملك علاقات طيبة مع الجميع .. يحبه الناس .. ويحب كل الناس ..
** نعم .. إن الكل متفاؤل بهذه الإدارة الجديدة .. وبهذا التغيير.
** الجميع .. يتوقع مستقبلاً مشرقاً لرائد التحدي .. ويجزم .. إن النادي إزاء نقلة نوعية جديدة .. على يد أولئك الرجال الخيرين .. هؤلاء الرجال ..هم الذين يعول عليهم .. وعليهم تعقد الآمال بعد الله.
** هؤلاء .. هم الذين سيقودون المسيرة في تلك الأندية خلال الفترة القادمة .. مما يجعل الجميع .. أكثر تفاؤلاً بمستقبل أكثر إشراقا.
** لا شك أن منطقة القصيم كلها .. تعرف من هو الشيخ صالح المحيميد .. وماذا يتكئ عليه من سجل مشرف.
** سجل أبيض ناصع .. من الإخلاص والصدق والعمل النزيه .. الذي لا يتوقف .. ولهذا .. فإن جماهير القصيم. هي اليوم تعول على تلك النخبة الطيبة المباركة من هؤلاء الرجال الذين يقودون مسيرة نادي الرائد اليوم.
** ونحن نضم صوتنا .. لتلك الجماهير التي منحت ثقتها لأولئك الرجال .. وعلى رأسهم .. الشيخ صالح المحيميد والشيخ عبد العزيز التويجري .. وكلنا نتطلع للمستقبل القريب والبعيد أيضا ونقول .. نحن إزاء مستقبل أكثر إشراقا بإذن الله تعالى.
** كما أننا أيضا .. متفائلون أكثر .. بانحسار ظاهرة المترززين والطفارى وعشاق الشهرة .. على حساب الآخر .. ومستثمري الأندية لغايات خاصة .. وعلى رأسها .. الترزز وحب الظهور والتواصل مع الإعلام .. وهذه مع الأسف .. هي غاية الكثير .. ممن ابتليت بهم الأندية .. وصاروا عبئاً عليها .. وصاروا يعملون لمصالحهم الشخصية فقط .. ويتناسون .. أو يتجاهلون مصلحة النادي .. أو أنهم ..لا يفكرون فيها أصلاً .. ولذلك .. فقد مُنيت هذه الأندية .. التي ابتليت بهم .. بهزائم وانتكاسات وخسائر في كل اتجاه .. ونحن بإذن الله .. متفائلون بإصلاح أوضاع هذه الأندية .. بعد ما يتم التخلص من تبعات وتركات .. أولئك المترززين على حساب النادي.
عبد الرحمن بن سعد السماري |