يا فيصل الحق قد أرخى الدجى
حبكاً على العروبة قاصيها ودانيها
تساءل الليل عن فجرٍ يضيء لها
مسالك الدرب عن نطس يواسيها
أغفت على الجرح في ذلٍّ وفي كمدٍ
كأنها يئست ممن يواسيها
فرنّ صوتك في الأرجاء مؤتلقاً
يمزّق الليل عن أمجاد ماضيها
فكان صوتك صوت الحق منطلقاً
كفلقة الصبح، يصحو من دياجيها
طلعت كالنور قلباً مؤمناً ويداً
تأسو قلوباً صروف الدهر تدميها
عالجتها بكتاب الله فالتأمت
وليس غير كتاب الله يحييها
دعوتها كالأب الحاني لعزتها
والعزّ بالله دعوى لست تخفيها
من كان يعرف أن الحق شرعته
لايعرف العمر تزييفا وتمويها
رأت بطلعتك البشرى محجلةً
فاسترسلت تتهادى في أغانيها
ورحت تذرع آفاق الدنى أملاً
أن تجمع الشمل في أفياء ناديها
شريعة الله في عينيك رايتها
بالعزّ بالحكمة الغراء تعليها
جردتها من قراب الليل معلمةً
سيفاً من النور لا يرتاب داعيها
قد جاءها (فيصلٌ) بالخير فانتفضت
كأنما الفجر يصحو من مآقيها
يافيصل القدس هذي قدسنا شرقت
بدمعة الذل، والبلوى حواشيها