قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله عند أقوام نعماً يقرها عندهم ما كانوا في حوائج الناس ما لم يملوهم فإذا ملوهم نقلها الله إلى غيرهم)
د. خضر..
أحب أن أخبر سعادتكم بأنني سأظل أكتب مطالبنا ومطالب النساء في بلدي هنا.. وأتمنى ألا تمل منا.. فمطالبنا لا تنتهي والحياة لا تخلو من المشكلات وما دمت في هذا الموقع.. موقع المسؤولية عن تعليمنا فتأكد أن وجودك كشخص مسؤول عنا نحن النساء يحتم علينا أن نخاطبك ونكتب لك.. هذه المرة الطلب عاجل والمصدر من بعض الموجهات.. وبما أنني أينما توجهت فثم موجهة في وجهي في البيت والعمل وعند الأقارب فأنا محاطة بهن كإحاطة السوار بالمعصم وأعرف أخبارهن ومشاكلهن، كتبت عنهن.
هذه الأيام أصوات تذمرهن علت.. وتنهيدات الظلم ملأت أنفاسهن بسبب التعميم الذي نص على انتهاء الدوام بتاريخ 12-5-1425هـ، طلبن مني شفاعة قلمي كي أكتب شيئاً من مشاكلهن وأرفعها إلى مقام عينيك حفظهما الله علهما تنظران لها نظرة حنان ورأفة. ولعله من المجدي لي ولهن أن أنقل كلماتهن واستفهاماتهن: إحداهن تقول: (لماذا المعلمات تبدأ عطلتهن 28-4-1425هـ ونحن في 12-5- 1425هـ؟) ونحن مرتبطات معهن بالمدارس والطالبات؟)
والأخرى تقول: (إن أعمالنا مع المدارس وترتبط بها وليس بشيء آخر فما دامت المدارس عطلت فلماذا لا نعطل نحن معها؟)
(من حقنا أن نستمتع بالإجازة مع أزواجنا وأولادنا ومن حقنا أن نبدأ مع الطالبات وننتهي معهن أيضاً)، (نحن علاقتنا مع المدارس فلماذا الإجحاف وتركنا نداوم بعدهن بأسبوعين؟).
ولم يقتصر الأمر على الدوام، بل تعدى النقاش ولمس جوانب أخرى ومن باب أن الشيء بالشيء يذكر.. وبما أنني قدمت رجلاً.. فالمفترض أن أقدم رجلاً أخرى وأدخل بكل مطالبهن، بل حتى بعض شكواهن، تقول إحداهن بأسلوب حزين ألجأه السخط إلى ذلك: (إن المشرفات التربويات في حالة تنقل طوال العام ويتنقلن من مدرسة لأخرى ويلهثن وهن من أكثر الناس جهداً وتعباً وهل مكافأتهن أن يعطلن آخر الناس؟).
والأخرى قالت بألم: (من قال إن الرئاسة العامة لتعليم البنات ألغيت؟.. المسمى فقط هو الذي أُلغي.. الجهاز تغيَّر.. لكن النظام والمضمون والأسلوب ما زال موجوداً).
وبدأت موجة التظلم وظهرت بعض المشكلات تجر بعضها بعضاً وبدأنا في عقد مقارنة مع الرجال (المشرفين)، تقول إحداهن: لماذا تتساوى ساعات العمل وأيام العمل مع الرجال والمرأة أكثر عبئاً وأعظم مسؤولية في المنزل من الرجل؟!
فأكملت الأخرى: (المشرف إذا ذهب للمدرسة وانتهى منها رجع للبيت بينما نحن الأولى بالرجوع من عملنا المضني من الصباح الباكر.. بل نحن من يدقق علينا في أمر رجوعنا غير المفيد في الغالب والذي يستمر حتى (الواحدة ظهراً).
د. خضر.. هذه بعض مشاكل ومطالب المشرفات وأنا متأكدة أن معظمهن يشعرن بها.. فالأوضاع واحدة والأساليب واحدة والناقلة إليك هذه المعاناة واحدة باسم الكثيرات.. ويعلم الله أنني لم أزد شيئاً من عندي في شأن مطالبهن.
سعادة مدير مكتب الدكتور خضر القرشي..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد الاطلاع على هذه الرسالة المنشورة في الصحيفة والموجهة للدكتور خضر حفظه الله أرجو التكرُّم بقرع الباب عليه والاستئذان منه كي يقتطع جزءاً من وقته الثمين ليقرأ هذا المقال الذي بين يديك وأنا شاكرة لك حسن صنيعك.
كما أننا نرجو أن تبلغ الدكتور خضر بأننا نحسن الظن به ونشكره مقدماً على تفاعله السريع والمتوقَّع مع مشاكلنا ومطالبنا، كما أرجو أن تبلغه فائق شكري وتقديري الشخصي.
| 
"الرأي"