أصدرت الهيئة العليا للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بياناً يدين فيه الأعمال الإرهابية التي حدثت في المملكة وفيما يلي نصه :
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله ومن والاه وبعد:
فإننا لا نكاد نقضي العجب من شرذمة تمارس هذا الإجرام عن عمد وهي تدعي الإسلام؟! أفلم يسمعوا إلى كلام الله سبحانه وتعالى وقوله الفصل في بيان حرمة جريمة القتل {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (29) سورة النساء، وإلى قوله تعالى الذي يبين فيه حرمة التواطؤ على هذه الجريمة وما قاربها من مظاهر إثارة الرعب في المجتمع ووجوب التصدي لذلك كله حيث يقول جل وعلا:{إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (33) سورة المائدة، ثم ألم يبلغهم الحديث الشريف الذي فيه قول سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم: ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) رواه الترمذي، ثم هل هم يجهلون الحديث الشريف الذي فيه قوله عليه الصلاة والسلام:( من أتاكم وأمركم جميع على رجل منكم يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاقتلوه)، أو ما علموا بإجماع علماء الأمة على صيانة الكليات الخمس المتمثلة بالدين والنفس والعقل والعرض والمال وأن كل إنسان تصان له هذه الكليات؟!
لذلك كله فإنه وفي مقام بيان هذه الثوابت وأنها من معالم الدين الإسلامي كانت فتاوى كبار علماء الأمة الإسلامية في حرمة أعمال هذه الفئات التي تمارس الجرائم المرعبة للناس والتي فيها العدوان على تلك المقاصد الخمس وأنها تمثل خروجاً عن جماعة الأمة بل تعتبر بغياً وخروجاً على إمام المسلمين واعتداء على النظام العام للأمة وأن كل ذلك يعتبر جريمة نكراء وبغياً يستحق مرتكبه العقاب الصارم، كما أن من يستبيح هذه المحرمات التي قد علمت حرمتها من الدين بالضرورة يكون كافراً بإجماع المسلمين.وإن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي تؤكد على أن قرار هيئة كبار العلماء في تجريم من يتلبس بشيء من تلك الأعمال الشريرة الآثمة يمثل حكماً إسلامياً لا شك فيه، كما تؤكد بأن الاستهانة بهذه المقاصد الأساسية واستباحة تلك المحرمات المعلومة حرمتها من الدين بالضرورة هو كفر وردة عن الدين وخروج من الملة والعياذ بالله، لذلك فإنها رغم إعلانها السابق المندرج ضمن بيان الرابطة تؤكد الآن استنكارها لتلك الأعمال الآثمة وذلك السلوك المجرم وما ينتج عنه من مظاهر إرهاب الآمنين ظلماً وعدواناً وتدعو كل المغرر بهم للعودة إلى صوابهم والتفكير في تفريطهم في جنب الله وتسليم أنفسهم للسلطات والا فإنهم في غضب الله ولن يفلتوا من العقوبات التي لا تبقي ولا تذرمع ما ينتظرهم في الآخرة من العقاب الأليم والشر المستطير، وتؤكد الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بأن التعللات الباطلة المرفوضة التي لا طائل فيها هي من زخرفة الشيطان الذي {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} .
أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز المصلح
الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز التعلمي في القرآن والسنة |