* رام الله - نائل نخلة:
ربما حماية إلهية هي أنجت أخي عرفات من محاولات ثلاث لقتله تعرض خلالها لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال، لكن مشيئة الله شاءت أن يبقى على قيد الحياة ليتزوج وينجب أطفالا ثلاثة، ليكون بعد ذلك موعده مع الشهادة في السادس من حزيران الجاري عندما استهدفه قناص صهيوني حاقد برصاصة في رأسه رغم إعاقته.
استشهد عرفات يعقوب إبراهيم (31 عاما) عندما وجد نفسه بكرسيه المتحرك الذي يستخدمه للسير، عرضة ومجموعة من الصبية يرشقون قوات الاحتلال بالحجارة عند مدخل مخيم قلنديا للاجئين جنوب مدينة رام الله لإطلاق نار كثيف من قبل قوات الاحتلال حيث أصيب الشهيد برصاصة من النوع المتفجر حولت رأسه إلى أشلاء متناثرة، لم يكن عرفات يلقي الحجارة بل كان يشرب القهوة مع عائلته على شرفة منزله المطلة على مدخل المخيم.
عرفات ينجو ثلاث مرات من رصاص الاحتلال
نجا الشهيد عرفات في السابق من ثلاث محاولات سابقة تعرض فيها لإطلاق النار وقد حولته من إنسان سليم إلى آخر مقعد مشلول بحاجة إلى كرسي متحرك للسير والتنقل. وجرح يعقوب للمرة الأولى عندما كان في الرابعة عشرة من عمره خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 عندما شارك مع عدد من الأولاد في قذف جنود الاحتلال بالحجارة واصابته رصاصة في ساقه.
وقد سجنته سلطات الاحتلال الصهيوني بحجة انتمائه إلى حركة (فتح) لمدة 10 شهور عام 1991 بحسب ما ذكره شقيقه. وأصيب عام 1992 خلال مواجهة مع شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال الصهاينة بثلاث رصاصات في ظهره مما أدى إلى شلل في جسمه من الخصر فأسفل. وبعد شفائه من جروحه لازم كرسيه المتحرك وحصل على عمل في مخزن للأدوية الطبيعية برام الله وعندما وفر بعض المال اشترى سيارة أجرة خاصة بالمقعدين وبدأ يستخدمها في شوارع رام الله. وأثناء وجود يعقوب عام 2002 داخل سيارته في قرية غربي رام الله امتلأت سيارته بالثقوب نتيجة الرصاص الذي أطلقته دبابة صهيونية واصابته رصاصة في صدره وكانت جراحه خطرة.
حماية إلهية أنقذت عرفات
ويضيف عادل يعقوب شقيق الشهيد أن أخاه ربما نجا من حوادث إطلاق النار السابقة لحكمة إلهية، متوقعا أنه ربما لم يكتب له الموت لان الله قدر له ان يتزوج وينجب أطفالا.
يردف الشقيق: خلال السنوات الأخيرة وعلى الرغم من جراحه تزوج يعقوب وكون أسرة ناجحة وترك بعد استشهاده ثلاثة أطفال بينهم طفل ولد حديثا قبل استشهاده بعدة أشهر، مشيرا أنهم قتلوه عدة مرات.
هذا وتظاهر الآلاف في السادس من الشهر الجاري في شوارع المخيم وكان بعضهم يحمل جثمان يعقوب وآخرون يحملون كرسيه المتحرك خلال موكب جنازته.
إعاقته حولته إلى رياضي متميز
شلله لم يمنعه من ممارسة الرياضة كما كثيرون بل حوله إلى بطل رياضي بارز، فقد أصبح بعد إصابته من مؤسسي الاتحاد الفلسطيني لرياضة المعاقين العام 1993 وهو عضو في الهيئة الإدارية في الفترة من 1994 وحتى 1996
وشارك الشهيد في جميع لقاءات منتخب كرة السلم على الصعيدين العربي والمحلي، بالإضافة إلى مشاركته في تصفيات كأس العالم في طهران العام 1994، وشارك في البطولة العربية للمعاقين بطولة الوفاء للحسين - عمان العام 2000، وهو عضو في فريق ألعاب القوى - جري، ومثل فلسطين في ماراثون نادي الثقة للمعاقين - مدينة الشارقة وحاز على المركز الأول في فئته على هامش مهرجان من أجلك يا قدس 1998، والشهيد من مؤسسي نادي المجد لرياضة المعاقين في محافظة رام الله والبيرة ورئيس لمجلس الإدارة.
ياسر سيحمل الراية بعد أبيه
وفي معرض حديثه عن استشهاد أخيه يقول عادل: (صحيح ان جيش الاحتلال استطاع قتل شقيقي، لكن ابنه ياسرا بقي حياً وسيحمل راية أبيه على هذه الأرض المباركة وفاء له ولوطنه فلسطين. وتابع يقول: (ابن أخي الطفل ياسر سيعيش يتيما بعد أن حرمه الاحتلال من والده وسيأتي اليوم الذي يسأل فيه عن قتلة أبيه).
وقال عادل والدموع تنهمر من عينيه: لا أستطيع نسيان منظر أخي وهو غارق بدمائه بعد أن أطلق جيش الاحتلال النار باتجاه المواطنين في مخيم قلنديا بشكل عشوائي.
وأضاف انه بينما كان شقيقه الذي يصغره سناً يجلس على كرسيه المتحرك، بالقرب من نادي المخيم أصيب برصاصة في الرأس أدت إلى استشهاده على الفور.
وتابع ان الجندي الذي أطلق النار شاهد شقيقه يجلس على كرسي متحرك ورغم ذلك واصل إطلاق النار عليه وعلى المواطنين من النساء والشيوخ والأطفال دون أي أخلاق أو ضمير.
|