شيء في النفس لا يمكن أن تمحوه السنون أو الأيام..
شيء في النفس لا يمكن لعجلة الحياة أن تغيبه من الذاكرة مهما كانت قوتها.
شيء في النفس انطبع فلا شيء يمحوه..
(الحزن).. الذي يلوح في ساعات لا دخل لك بها.. يأتي بلا استئذان.. وبلا مبررات..ويغيب لحظات على امل العودة مجدداً.
حين تخلو مع نفسك لحظات.. يقفز الحزن أولاً وكأنه جاهز بعدته وعتاده يتحين الفرصة تلو الاخرى أن تبقى مع نفسك وحيداً لو للحظات..
ما أصعب سويعات الحزن في أوقاتنا..
ما أطولها..
ما أتعس لحظاتها..
وأكثرها مرارة..
يقولون ساعات الفرح سريعة ومثلها للحزن بطيئة..
مملة.. ثقيلة..
ولكن ما لا يعرفه البعض..
ان بعضنا يستمتع في لحظات الحزن حتى باتت عنواناً له..
الحياة تمضي.. وشمسها تشرق وتغرب..
ولا تلتفت إلينا..
السعادة تأتي على استحياء.. والحزن يأتي متبختراً مزهواً (يكبس) علينا فتضيق منه الأنفاس..
اكتب اليوم والدنيا لا تساوي جناح (بعوضة)..
وجميعنا يمر بلحظات كهذه إلا أننا نحاول أن نتمرد على واقع الحزن.. بما نسميه التفاؤل..
إنه تحايل على الواقع.. إنه كذب مكشوف على حقيقة مكشوفة..
الحزن أن تفقد من تحب.. في زحمة الدنيا..
تناديه فلا يسمعك.. تصرخ بأعلى صوتك فيبدده صخب الحياة..
الناس تجري.. والعجلة تسير.. وانت قابع في مكانك تنادي فلا يسمعك أحد!!
جميعهم يحملون الوجع نفسه ولكنك تظن أنك الوجع الأكبر..
تبقى مكانك تصرخ لعلَّ أحدا من حولك يسمعك إلا أنهم يصرون على التمرد الذي استنسخوه ممن قبلهم حتى أصبحت حياتهم عنواناً للتناسي وتجاهل واقع الحزن في صدورهم..
لم تعد البسمة تكسو الوجوه.. حتى وان ظهرت فجأة فما هي الا وجها مزيفا لحزن عميق في سكونها..
نلتقي..ونفترق هكذا علمتنا الحياة..
وعلى هذا الأساس قامت أمم واحنقت على مشارفها أمم..
نرضى جميعا بما كتب لنا..
ولكن جملة من الاسئلة تراودني دائماً..
لِمَ لا نعطي كل شيء حقه؟
ولم نكذب على أنفسنا؟
ولم نهمل الحزن وواقعه حتى يتضخم شيئا فشيئا حتى يظهر في لحظات (خلوة) فينسف كل أفراحنا.
لِمَ لا نقتنع بضعفنا؟
لحظة
(خرجت اليوم من دائرة الفن.. لتزدادوا حزناً)
|