* كتب - المحرر الرياضي:
لعب الشباب للمرة الثانية تجربته لصغاره في مباراة كبيرة أمام الهلال.. وكان قد زج بهؤلاء الصغار في مباراة الفريق أمام النصر.. نتيجة لإيقاف البعض من النجوم وتخلف البقية.. وقد قابله الهلال بتغيير معقول لبعض من لاعبيه في خط الظهر وحل محلهم بعض الصغار.. وكانت تجربة الشباب وكذا تجربة الهلال ناجحة إلى حد ما بغض النظر عن النتيجة.. وأقول ناجحة لأني أنظر إلى المستقبل البعيد.. ولا أعتبر النتائج الحالية هي كل شيء.
وإذا كنت لا أخاف على الهلال لأن تجربته من المؤكد ان تكون ناجحة.. فان الأمر بالنسبة للشباب يبدو مشكوكاً فيه.. ذلك لأني أخاف أن يعود الشباب إلى من لا يقدر المسؤولية من اللاعبين حال انتهاء التوقيف بالنسبة للموقوفين حتى ولو لم يفد الإيقاف في تغيير سلوكهم.. وكذا بالنسبة للمتخلفين يستمر الاعتماد عليهم متى عادوا إلى التمارين.. وبالطبع فان ذلك سيكون على حساب اللاعبين الصغار الذين أثبتوا كفاءة ومقدرة نادرتين أمام النصر أولاً ثم أمام الهلال ثانياً..
أنا لا أدعو إلى صرف النظر كلية عن الموقوفين ولا إلى تجميد المتخلفين بأعذار البعض منهم وبلا عذر البعض الآخر.. ولكني أرى انه ليس هناك أكبر من تضحية بالدوري يقدم عليها ناد عنيد كالشباب.. ومن غير المنطق ان يرضى النادي بسهولة على لاعبيه ويعتمد عليهم مبكراً وعلى حساب تجميد الذين التفوا حول النادي ساعة المحنة.. وإذن فالاعتماد على مثل هؤلاء يجب ان تكون بعد فترة طويلة عندما ينتهي الإيقاف ليثبت كل لاعب ولاءه للنادي واعترافه بأنه اقترف ذنباً كبيراً بحق النادي وجمهوره..
وحتى بعد ان يتم ذلك سيكون التمييز بين الكبار والصغار على أساس المستوى.. وأثق أن أغلب الصغار سيتفوقون لأنهم سيكونون قد مروا بتجربة معقولة وبخبرة تساعدهم لإقناع المسؤولين بمستواهم.
الهلال وهو يقدم على مباريات هامة لا أعتقد ان مجاملات نبيل مثلا وإنزاله بكل مباراة ما لم يعتذر إلا استسخافاً بمكاسب الهلال وكذا بالنسبة لسلطان.. لقد حان الوقت ليعتمد النادي ولو على بعض من المجيدين في الأشبال أو الصف الثاني.. والخطوة التي أقدم النادي عليها في هذه المباراة دللت على الشعور والقناعة لدى المدرب والإدارة بان نبيل وأبي حطبة والنصير وغيرهم ليسوا في مستوى تمثيل النادي.. وأن الحاجة إلى هؤلاء لم تعد ماسة بوجود الكفاءات الشابة مثل التي لعبت يوم الخميس الماضي.. وقناعة المدرب والإدارة هي التي تجعلني أقول بثقتي بنجاح تجربة الهلال لأني لا أعتقد ان الهلال وقد جرب مثل هؤلاء الصغار سيصرف النظر عنهم إرضاء لبعض الخواطر.
المباراة
كان الشباب خلال الفترة التي سبقت تسجيل الهلال لهدفيه الأكثر سيطرة وتحكماً بالكرة.. وقد لعب بنفس الطريقة التي أدى فيها مباراته مع النصر.. وكما قلت في بدء تعليقي ان تجربة الشباب الثانية قد نجحت.. وأكبر دليل على ذلك ان النتيجة انتهت بهدفين فقط لصالح الهلال بينما كانت بالدور الأول أربعة أهداف للهلال وهدف واحد فقط للشباب..
والهلال لا نستطيع أن نقول بأنه لم يلعب مباراة جيدة.. ولكن ما هو مطلوب من الهلال أكبر مما قدمه أمام الشباب.. ذلك لأن الهلال يواجه خطورة من النصر لاختطاف المركز الأول.. رغم ان الهلال يزيد عنه بنقطة واحدة.. وما لم يلعب بمستوى أقوى.. فانه قد يخسر البطولة وهو الآن قاب قوسين منها أو أدنى..
لقد واجه الهلال فريقاً صلباً سد عليه كل المنافذ وعجز عن تحقيق أي هدف.. ولولا ان الهدفين سجلا بقوة ومن مسافات بعيدة وبطريقة مباغتة لما استطاع الهلال أن يخرج بأكثر من نتيجته مع اليمامة.. وهذا لا يعني أننا نتناسى الفرص الكثيرة التي أتيحت للهلال وكان بإمكانه ان يحقق منها أهدافاً.. ولكن لأننا نرى ان الشباب هو الآخر قد فوت الكثير من الفرص التي كان بإمكانه هو الآخر ان يسجل منها أكثر من هدف..
كانت مباراة هادئة بذل النصيب فيها جهداً كبيراً.. كان دقيقاً في تهديفاته على المرمى الشبابي الذي لا ذنب لابن سالم في الهدفين اللذين دخلا مرماه.. وقد ظهر خط الظهر الهلالي أقل مستوى من المطلوب ربما لأن ثلاثة يمثلون لأول مرة الفريق.. وقد أخطأ المدرب التوم بإخراجه حسين العليان.. وكان يجب أن يخرج سلطان ويحل عنه شمروخ إذا كان ذلك ضرورياً.
في فريق الشباب تميز تعاون الأفراد وعدم اتسام ألعابهم بالأنانية.. وقد ساعدهم ذلك على تغطية نقاط الضعف.. وان كنت لا أوافقهم على إهدار بعض الفرص الثمينة أمام المرمى الهلالي بحجة التعاون وإثبات انسجام المجموعة مع بعض.. لكن التجربة لهم قصيرة ولا تساعد في محاسبتهم.. وما زلت أرى فيهم المستقبل الأفضل لفريق الشباب لا سيما وان مدرباً على مستوى عالٍ سوف يتولى تنمية مواهبهم والرفع من مستواهم.
|