* كتب - عيسى الحكمي
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -حفظه الله- توّج صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أمس الجمعة نادي الشباب بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد فوزه على نادي الاتحاد ب( 1- صفر) في المباراة النهائية التي رعاها سمو ولي العهد الأمين على استاد الأمير عبد الله الفيصل بجدة وسط حضور جماهيري غفير امتلأت به مدرجات الأستاد منذ الساعات الأولى من مساء أمس.
كما توج سموه نادي الاتحاد بميداليات المركز الثاني والأهلي والهلال بالمركزين الثالث والرابع وسلم جوائز المراكز الأربعة الأولى، وتوج سموه في عرس الرياضة نادي أحد بطل الدرجة الأولى ووصيفه الأنصار والثالث الرائد، وسلم الطاقم الإيطالي الذي قاد المباراة النهائية هداياهم التذكارية.
وكان النجم السنغالي ريتشارد مانجا قد قاد الشباب لتحقيق اللقب الرابع في تاريخه بهدفه الذي جاء قبل سبع دقائق من النهاية معيداً سيناريو الاحتفال الشبابي بنفس اللقب 1413هـ أمام منافسه الاتحاد الذي تلقى الخسارة الأولى دورياً هذا الموسم وفقد لقبه الذي حققه العام الماضي أمام حيوية الشباب ونجومه الذين قلبوا الطاولة أمام خبراء العميد.
الشوط الأول
سيطرت الشخصية (الحذرة) على أداء الفريقين في الشوط الأول، فبعد ضربة البداية ونشاط الدقيقة الأولى الذي أظهره الشبابيون ورد عليه الاتحاديون باستحواذ سريع على الكرة دون خطورة على مرمى الحارس راشد المقرن عادت المباراة لصورة النهائيات بالأداء الكلاسيكي المتوقع.
وبدا منذ البداية اعتماد زي ماريو مدرب الشباب على نفس العناصر التي نقلته للنهائي من بوابة الأهلي ولكن بشخصية دفاعية عامة تتحول للهجوم عن طريق اللقطات المضادة التي جاءت في غالبها خجولة ولم تعبر خط الدفاع الأصفر أو تصل لحارسه مبروك زايد بأي رائحة من روائح الخطورة نتيجة ضعف المساندة لمانجا وأداء لاعبي الوسط لدور المساند الدفاعي أكثر من الهجومي.
ولعب كاندينيو مدرب الاتحاد الذي أضاف لتشكيلته الأرجنتيني زاراتي رولاندو بنفس الاسماء المعروفة لكنه أضاف المفاجأة غير المحسوبة بإشراك محمد أمين بديلاً لحمزة والواكد العائد من الاصابة بديلاً لخميس العويران.
وحافظ البرازيليان على الطريقة (4-4-2) لكن بتنظيم دفاعي شبابي ومتزن من جانب الاتحاد الذي كان يسعى لأن يفتح جبهة هجوم من جانب الشاطر ومحمد نور اللذين تجاوزا زيد المولد غير مرة لكن دقة الرسالة الأخيرة لم تكن حاضرة.
وإجمالاً فإن الأداء البطيء والحذر كان العنوان الأبرز لشوط سلبي في كل شيء عدا مناسبات خجولة أبرزها ثابتة زراتي التي سددها ضعيفة بين يدي المقرن في الدقيقة الخامسة وأخرى لتشيكو بنفس الطريقة والنهاية في الدقيقة 14 وحاول لاندومارو في الدقيقة 30 أن يحرك الشباب يتمريرة غادرة خلف المنتشرة لمانجا لكن الأول كان يقظاً وأخرج الكرة إلى التماس، وسدد مانجا ضربة رأسية اعتلت عارضة الحارس الاتحادي (31) دون خطورة.
وعند الدقيقة 32 كان لقطة زراتي الذي هيأ كرة لزملائه القادمين من الخلف برأسه الأبرز لكن المتابعة كانت ضعيفة وبخاصة من تشيكو الذي لم يظهر كثيراً في هذا الشوط تماماً كاترام رقم الشباب الصعب.
وعاد زراتي بعد ثلاث دقائق من الفرصة السابقة ليجد نفسه مهيأ لافتتاح النتيجة للاتحاد عندما تلقى تمريرة ذكية من الواكد داخل صندوق العمليات لكنه تعامل معها (بتقليدية) فسدد بيسراه ضعيفة أمسكها المقرن كآخر مشهد يستحق الإشارة في شوط سلبي تعددت في الأخطاء ببلوغها 19 حالة وأنعدمت فيه الخطورة حتى أن ضرباته الركنية لم تتجاوز واحدة للاتحاد قبل أن ينهيه الإيطالي سيمودي كما بدأ بلا أهداف.
الشوط الثاني
وبعد الاستراحة مباشرة استبعد كاندينيو الأرجنتيني زراتي واستعان بالمخضرم حمزة ادريس في قرار (جريء) وتصحيحي لحالة هجومه الذي كان فيه الأرجنتيني نقطة سلبية في الشوط الأول, ومنذ بداية الفترة الثانية اتضح تخلي الفريقين عن المنهج الحذر وبخاصة الاتحاد الذي شن سلسلة من الحملات الجادة من العمق والطرف الأيمن مستنداً إلى الثلاثي نور وتشيكو والشاطر وحماس حمزة الذي يريد اغتنام المناسبة ليكتب سطراً تاريخياً في حياته التي ألمح إلى نهايتها بعد المباراة.
ولم يكن الشباب متفرجاً لحالة الضغط الاتحادي لكنه كان ينتظر الفرصة ليقتض بواسطة مانجا وأترام على أي مناسبة تتهيأ لهز شباك زايد.
واتضحت نية الاتحاد في ضرب الدفاع الشبابي وخاصة الطرف الأيسر منذ الدقيقة الرابعة التي نفذ منها الشاطر وهيأ لتشيكو الذي سدد في جسد مدافعي الشباب.
وكاد حمزة ادريس يرسم سيناريو هدف السبق للاتحاد عند الدقيقة 57 لكن عرضية افتقدت لمسة المتابع.
وزادت وتيرة الضغط الاتحادي فحصل الواكد على ثابتة أرسلها من 24 ياردة لأقصى الزاوية اليسرى لكن زميله السابق راشد المقرن أنقذ الموقف ولحق بالكرة محولاً مسارها إلى خارج صندوق العمليات بقبضته (58) وحضرت قبضة الحارس الشبابي ثانية بعد دقيقة لتصيب يسارية في نفس الاتجاه من البديل المتحرك حمزة ادريس.
ولم يصبر أترام على حالة الضغط التي يعيشها فريقه منذ انطلق هذا الشوط فشن حملة فردية تجاوز فيها من قابله وأرسل بيسراه من داخل خط الـ 18 زاحفة لحقت بها قدم تكر لتحول مسارها إلى الركنية الأولى للشباب (61).
ولم يخش الاتحاديون رسالة الرد الشبابية فأدوا بعدها بدقيقتين لتفوقهم وخطورتهم وهذه المرة حمزة ادريس كان في وضع ممتاز لادراك هدف السبق بعد تمريرة أمين له على الجهة اليمنى لكن تسديدة حمزة تذهب للشبك الخارجي.
الحسن والعبيلي
وشعر كاندينو ان حمزة بحاجة لمساعد جديد فأدخل الحسن اليامي بديلاً لمحمد أمين ليكون الأول بجانب رفيق دربه في فترة التسعينيات حمزة ادريس, ورد زي ماريو الذي شعر ان الواقع يهدد مرمى فريقه فزاد مدافعيه بالعبيلي على حساب عبده عطيف لمواجهة الضغط الاتحادي.
وكاد مانجا الأنشط شبابياً أمس يباغت المرمى الاتحادي برأسية (72) لكن كرته مرت بجوار القائم الأيسر, وبعدها بدقيقة واحدة رد الحسن بعرضية لحمزة ادركها صديق قبل الأول وعادت للصقري لكن الأخير سدد عالياً..
مانجا يسجل للشباب
ووسط الزخم الهجومي الاتحادي صنع لاندومارو حملة هجومية شبابية مع اترام قبل ان يتعمق لاندومارو داخل منطقة الجزاء ويسدد بيسراه كرة ذهبت للمنتشري الذي لم يحسن التعامل معها فكان السنغالي مانجا حاضراً ليخطفها بلمسة إلى الزاوية اليسرى لمبروك زايد منطلقا نحو مدرجات الشباب ليحتفل معها بهدف السبق لليوث (83).
استنفار اتحادي
وجن الاتحاديون من نقطة التحول في المباراة فشن نجومهم سيلاً من الهجمات التي قابلها الشبابيون بهدوء ودفاع مستميت مع الاعتماد على الهجمات المضادة التي نفذها في إحداها مانجا (85) لكن النهاية لم تكن سليمة, وأشرك زي ماريو أحمد عطيف وأحمد فلاته (تكتيكياً) بدلاً من أترام ومانجا وسط هجوم اتحادي شهد عند الدقيقة 90 محاولة من محمد نور حولها الدفاع الشبابي إلى ركنية لم يستفد منها كما لم يستفد من خمس دقائق احتسبها الحكم الايطالي لتذهب الكأس للمرة الرابعة لعرين الليث ويتخلى الاتحاد عن لقبه بما يملك من نجوم وإمكانات هائلة تبخرت أمام حيوية الليث الذي صعد نجومه بقيادة رئيسهم الذهبي الأمير خالد بن سعد لتسلم أغلى الكؤوس والتوشح باللقب الأهم في سجلات بطولات الكرة السعودية.
من المباراة
- جيل شباب (خالد بن سعد) قال كلمته وعاد من حيث بدأ في أواخر الثمانينات بطلاً ومنافساً لا يضاهى مع الالقاب.
- السنغالي مانجا كان رجل المباراة ورقم الشباب الصعب الذي قاد فريقه للكأس وأمن على تجديد عقده لموسم جديد.
- الخسارة الاتحادية لا تقلل من مجهودات واجتهادات الإدارة الاتحادية إلا ان تلك الاجتهادات تحتل المرتبة الأولى في أسباب فقد اللقب عندما قدمت (المقلب) زراتي.
- تهانينا للكرة السعودية بختام موسمها وللشباب بلقبه.
*******
النهائي في سطور
- اليوم: الجمعة
- التاريخ: 30 ربيع الآخر 1425هـ
- المكان: استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة
- المناسبة: نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين (2004)
- الطرفان: الاتحاد - الشباب
- النتيجة: فوز
التشكيل
- الاتحاد : مبروك زايد، رضا تكر، اسلام الشاطر، حمد المنتشري، صالح الصقري، عبدالله الواكد، سعود كريري، تشيكو، محمد نور، زراتي، محمد أمين.
- الشباب: راشد المقرن، صالح صديق، عبدالمحسن الدوسري، لاندومارو، زيد المولد، عبداللطيف الغنام، حسن فلاته، منصور الدوسري، عبده عطيف، أترام، مانجا.
حكام المباراة
- ماسيمو دي سانتوس (ساحة) - ايطاليا
- كريستانو كوبيلو (مساعد أول) - ايطاليا
- اليساندرو جريسلي (مساعد ثاني) - ايطاليا
- باولو برتيني (حكم رابع) - ايطاليا
المسجلون
- ريتشارد مانجا (الشباب) - الدقيقة 73
التغييرات
- زراتي (حمزة إدريس)- محمد أمين (الحسن اليامي)- فيصل العبيلي عبده عطيف)
- فهد فلاته (أترام)- أحمد عطيف (مانجا)
الانذارات
- عبداللطيف الغنام (الشباب) - بطاقة صفراء.
|