Saturday 19th June,200411587العددالسبت 1 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

رسالة لمن تدفع النفيس في سبيل أناقتها رسالة لمن تدفع النفيس في سبيل أناقتها

تعليقاً على موسم الأفراح والأخبار التي تتناثر في الجزيرة وبقية الصحف أقول إن ما دعاني للكتابة حول هذا الموضوع هو ما هالني وما رأيته من بعض نسائنا المسلمات اللاتي يلهثن خلف صرخات الموضة حتى لو كانت هذه الموضة لا تناسبها فقط لكونها آخر صرخة فإنه يجب اتباعها ناسبتها أم لم تناسبها، المهم أن اتباعها متحتم عليها ولو بذلت الغالي والنفيس في سبيل ذلك، ويبدو أن العدوى انتقلت كذلك إلى نسائنا الكبيرات حتى أنني سمعت عن امرأة كبيرة في السن مدعوة لحضور حفل زواج فكانت تذهب كل يوم للأسواق لتبحث عن حقيبة يد باهظة الثمن من الحقائب ذات الماركات العالمية المشهورة يتجاوز سعرها ستة آلاف ريال، ولو قيل لهذه المرأة تصدقي بنصف هذا المبلغ لقالت.. كثير جداً بل أتصدق بمائة ريال أو أقل.
أقول لهذه المرأة ومن على شاكلتها: إن الله تعالى سائلك يوم القيامة عن هذا المال من أين اكتسبته؟ وفيما أنفقته؟ ماذا يضرك لو اشتريت حقيبة متوسطة السعر وتصدقت بالباقي، فهناك أناس لا يجدون قوت يومهم وأنت ترفلين في النعمة لا نقول لك قتري على نفسك بل تمتعي بما أعطاك الله ولا تنسي المحتاجين من إخوانك المسلمين فهذا والله ما سوف تجدين ثوابه وأجره في الآخرة وهذا ما سينفعك في قبرك فإن الناس الذين تلبسين الغالي لأجلهم لن ينفعوك بشيء إذا وضعت في ظلمة القبر وحدك ولن ينفعك حينئذ إلا ما قدمت من الأعمال الصالحة فهذا الخليفة عمر بن عبدالعزيز سمع أن ابنه لبس خاتماً بألف دينار فأرسل إليه رسالة يقول فيها: يا بني اخلع خاتمك وأطعم به ألف مسكين والتمس خاتماً من حديد واكتب عليه (رحم الله امرئ عرف قدر نفسه).
فأوجه رسالة إلى كل امرأة تدفع الغالي والنفيس في سبيل أناقتها أقول لها: نعم إن الله جميل يحب الجمال لكن ليس لدرجة الإسراف إن كان هذا المال زائداً عن حاجتك تصدقي به كله ولا تعبثي به كل هذا العبث ولا تقولي مادام أن الله قد أنعم علي فلماذا لا أشتري كل ما هو غالٍ، انتبهي فإن ذلك مدخل من مداخل الشيطان، فإن الله تعالى قادر على أن يزيل عنك هذا المال كما أعطاك إياه وكما أعطاه لغيرك وأزاله عنه ولن يبارك الله لك في هذا المال إن لم تشكري الله على نعمائه بلسانك وتشكريه بأفعالك وذلك بإخراج الصدقات والتبرعات ولا تلهثي خلف ما تمليه عليك بعض وسائل الإعلام المتنوعة التي تدعوك للتقليد وفسخ الحياء والعفة، فسمو القدر لا يكون إلا بطاعة الله تعالى، قال تعالى: { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} واعلمي أن المرأة الجميلة لا تحتاج إلى ما يزينها فأنت جميلة بدينك وشريعتك وسمو أخلاقك وهذا النوع من النساء لا تحتاج إلى ما يزينها والأزياء والإكسسوارات لن تضيف إليها شيئاً لأنها جميلة بروحها وبذاتها ونحن نرى دائماً أن جمال الروح يطغى على جمال الشكل، فإذا أردت أن تكوني امرأة محترمة والكل يعمل لك ألف حساب فلا تبالغي كثيراً في الاهتمام بشكلك الخارجي فإن المبالغة في ذلك تفقدك احترام الآخرين وهذا الأمر واقع ومشاهد فنحن دائماً نرى المرأة المحتشمة المتزنة العاقلة الملتزمة بشريعة ربها تحظى باحترام الجميع وتقديرهم بينما المتبرجة أو التي تبالغ في زينتها ينظر لها الجميع باستخفاف كما أنها تتهم بنقصان في عقلها ولا تحظى بالاحترام والتقدير إلا ممن هم على شاكلتها، فالفتاة كلما زاد علمها وكملت ثقافتها واكتمل عقلها وعلت همتها كلما قل اهتمامها بتلك المظاهر المزيفة، وكلما هبطت همتها ونقص عقلها وعلمها وثقافتها رأيتها مسرفة في زينتها وأناقتها ومظهرها الخارجي وذلك لكي تعوض النقص الحاصل في رأسها الفارغ وهذا مشاهد ومحسوس.
إن هذا النوع من النساء لن تكون إطلاقاً مربية للأجيال ولا منجبة للرجال والأبطال وليست هي التي يطمح لها كل رجل فاضل لتكون زوجته وأماً لأطفاله.
وأخيراً أدعوك لأن تسمي بنفسك إلى العلياء ولا تنزلي إلى الحضيض، ارفعي رأسك عالياً لتنظري إلى من هي فوقك في أمر الدين واتركي عنك سفاسف الأمور والدناءة حتى لا تتهمين بنقصان العقل، واطلبي معالي الأمور وإن كان هذا الكلام لا يرضيك فموعدنا معاً يوم الحشر.

ابتسام عبدالعزيز آل جبرين
خريجة كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية/الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved