تعليقا على ما تنشره (الجزيرة) من صور وأخبار عن احتفالات الزواج أقول: تطل علينا الإجازة الصيفية بشدة حرها وكثرة مناسباتها وخصوصا مناسبات الزواج، نستقبل الإجازة بحرارة أشد من حرارة صيفها ولهفة واشتياق، في الإجازة دائما ما تجد بطاقات دعوة لحضور حفل زواج أحد اقربائك أو اصدقائك خلال تلك الاجازة الصيفية، ودائما ما تجد داخل بطاقة الدعوة من العبارات الرنانة الجميلة الملحة بطلب حضوركم وعائلتكم للفرح، من هذه النماذج التي نقرأها (يزداد فرحنا فرحا بحضوركم - لا نعذركم في عدم الحضور - تزداد انوارنا نورا بحضوركم - شاكرين قبول دعوتنا لكم) وغيرها من العبارات التي تحث رب الأسرة على حضور هذا الفرح، وبطاقات الدعوة التي اتحدث عنها هذه هي بطاقات السابق، يعني قبل سنوات مضت، وليست بطاقة الدعوة التي في زمننا هذا خلال السنتين الماضيتين وهذه السنة، فاننا نجد مع الاسف الشديد عبارات عندما تقرأها كأنك ستذهب إلى استلام مبلغ من المال سواء هبة أو غيرها من الأشياء الأخرى التي يغلب على طابعها الروتين، ومن العبارات التي تجدها في بطاقات الدعوة (ملاحظة: يمنع منعا باتا اصطحاب الاطفال - لن يسمح لكم بالدخول لموقع الفرح إلا باحضار بطاقة الدعوة - إدارة القصور تمنع اصطحاب الأطفال) وغيرها من العبارات التي لا تشرفنا لا من قريب ولا من بعيد حضور مثل هذه المناسبات حتى ولو كان المتزوج من أقرب أقربائك، ألم تتم دعوتي أنا وعائلتي لحضور الحفل؟؟ إذن لماذا يمنع اصطحاب الاطفال، من سيذهب لمثل هذا الفرح ويدع أطفاله تحت رحمة المنزل لا رقيب ولا حسيب، بين خطورة المطبخ والكهرباء والشارع؟ باعتقادي لن يكون الحضور مشرفا لمثل هذه الافراح التي تمنع حضور الاطفال، ولن يكون الاقبال عليها كبيرا، نظرا لان فلذة أكبادنا منعت منعا باتا من الحضور! ماذا سيفعل المدعوين للفرح بأطفالهم؟ هل يضعونهم في دار الحضانة لليلة واحدة ام يضعونهم عند اناس آخرين يشق عليهم العناية بأطفالهم فكيف بأطفال الآخرين! للمعلومة اكثر الناس يحرص على حضور الأفراج والمناسبات لكي يجيب الدعوة ويرفه اطفاله ويونسهم ويجمعهم بأطفال آخرين، وليس حرصهم الحضور لأجل تناول طعام العشاء وخلافه، انني اعتذر شخصيا عن حضور أي مناسبة زواج تتم دعوتي لها بملاحظة ممنوع اصطحاب الأطفال، علما انه ليس لدي من الأطفال إلا طفلة لا تتجاوز العشرة أشهر، فهي لا تعرف الافراح ولا الاتراح، وانما اعتذر عن الحضور تضامنا مع الاطفال المحرومين من الحضور لهذه المناسبة، والتي شاءت ارادة الله ان يقبعوا تحت اسقف منازلهم في تلك الليلة الحزينة عليهم رغم انها ليلة فرح لأناس آخرين، نهاية هذا المقال اسمحوا لي ان أشيد ببعض من يكتب ملاحظة في أسفل بطاقة الدعوة بقوله (ملاحظة: أطفالكم شموع تضيء لنا الفرح فلا تحرمونا حضورهم فرحنا) فقل في هذا الزمن المتحضر من يكتب هذه العبارة.
في الختام أرجو من من لم يطبع بطاقات الدعوة الآن ان يطبعها مستقبلا وقد حذف منها عبارة: ملاحظة ممنوع اصطحاب الأطفال!
عمر الربيعان
|