مهما يكن من انفلات أمني في العراق، وعدم سيطرة الحكومة الجديدة أمنياً على الأوضاع, إلاّ أن قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني ومن معها من قوات أجنبية موجودة في كل مكان في العراق، إضافة إلى جيوش عديدة من كل أجهزة المعلومات والمخابرات في العالم، وهذه الأجهزة بعضها يعمل مع قوات الاحتلال والبعض الآخر يعمل لحساب الدول التي أرسلتهم للعراق لتحقيق مصالحها والتي ليس بالضرورة أن تتوافق مع مصلحة العراقيين، أثبتت الأحداث والعمليات الإرهابية التي شهدها العراق أخيراً واستهدفت المدنيين العراقيين بل الأصابع الأجنبية التي كانت وراء تلك العمليات، أنها بالقطع ضد العراقيين كافة.
العراق الآن ساحة مفتوحة لكل أجهزة المخابرات العالمية، فجاءت بعض الدول المجاورة التي تشكِّل أجهزتها حضوراً أقوى من جهاز المخابرات العراقي الوليد، وربما أقوى حتى من أجهزة مخابرات قوات الاحتلال بل إنّ بعض المنظمات الإرهابية التي لا يمكن الفصل بين مقاتليها وجامعي المعلومات من المناصرين لها، لها حضور قوي وفعّال بحيث أصبحت تلك المنظمات على علم بتحركات المسئولين العراقيين والدوليين وقد نفّذت تلك المنظمات عمليات ضد هؤلاء بناءً على معلومات دقيقة مسبقة.
حرية هؤلاء الجواسيس وعملاء المخابرات الأجنبية وتنفيذهم للعمليات الإرهابية الموجَّهة اصلاً للمدنيين العراقيين يطرح تساؤلاً عن الجهات الدولية بالتحديد العاملة ضمن قوات الاحتلال التي توفر الغطاء لهؤلاء الجواسيس وعملاء المخابرات وعناصر الإرهاب الدولي المتمثل بتنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المتطرفة.
واحد مثل فاضل نزال الخلايلة (أبو مصعب الزرقاوي) يعيث فساداً في العراق منذ أكثر من عام يتحرك من الرمادي إلى بغداد وصولاً إلى البصرة هو ومقاتلوه وجماعته الذين يمزجون بين مقاتلي القاعدة وفدائيي صدام، ومع هذا لم تقبض عليهم قوات التحالف بالرغم من قواتها وعناصر المعلومات فيها وأجهزة المخابرات المحترفة لديها بما فيها الشركات المتخصصة.
هذه القوات والأجهزة تجد في وجود الزرقاوي وإرهابييه (فائدة) تخدم أهدافهم ومخططاتهم المستندة على إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في العراق لإطالة أمد الاحتلال حتى تتحقق الأهداف التي كانت وراء العمليات العسكرية في العراق لفرض الهيمنة عليه وعلى المنطقة عموماً.
|