Saturday 19th June,200411587العددالسبت 1 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "محليــات"

كل عمل تخريبي يستهدف الآمنين إجرامي.. ابن حميد في خطبة الجمعة: كل عمل تخريبي يستهدف الآمنين إجرامي.. ابن حميد في خطبة الجمعة:
مواجهة الفئة الضالة مسؤولية الجميع كل حسب موقعه

* مكة المكرمة - عمار الجبيري:
أوصى معالي رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل، فكيف يأنس بالدنيا مفارقها، وكيف يأمن النار واردها، وأين الحزم والمبادرة ممن يومه يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره ،العمر يقود إلى الأجل والحياة تقود إلى الموت ودقات قلب المرء وأنفاسه هي الطريق إلى المصير والبقاء في الدنيا سبيل الفناء.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام يوم أمس: أيها المسلمون الأمن مطلب عزيز هو قوام الحياة الإنسانية وأساس الحضارة والمدنية تتطلع إليه المجتمعات وتتسابق لتحقيقه السلطات وتتنافس في تأمينه الحكومات، تسخر له الإمكانات المادية والوسائل العلمية والدراسات الاجتماعية والنفسية وتحشد له الأجهزة المدنية والعسكرية وتستنفر له الطاقات البشرية، مطلب الأمن يسبق طلب الغذاء، بغير الأمن لا يستساغ طعام ولا يهنأ عيش ولا يلذ نوم ولا ينعم براحة.وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام ان كل عمل تخريبي يستهدف الآمنين ومعصومي الدماء والنفوس المحرمة فهو عمل إجرامي محرم مخالف لأحكام شرع الله فكيف إذا كان القتل والتخريب والإفساد والتدمير في بلد مسلم بلد يعلي كلمة الله وترتفع فيه راية الدين والدعوة وعلم الشرع وحكم الشرع. ثم كيف إذا كان في مهبط الوحي ومبعث الرسالة، في أقدس المقدسات في دار الإسلام دار الإيمان التي يأرز إليها الإسلام والإيمان أن ذلك كله يزيد الحرمة حرمة والالحاد الحاداً.وأشار إلى أنه كم من نفس معصومة أزهقت وكم من أموال وممتلكات محترمة اتلفت وكم من أنفس آمنة روعت. مفاسد عظيمة وشرور كثيرة وافساد في الأرض وترويع للآمنين ونقض للعهود وتجاوز على إمام المسلمين. جرائم نكراء في طيها المنكرات فئة ضالة وشرذمة ظالمة. لقد جمعوا بين منكرات وأقدموا على جرائم واقتحموا آثاماً أزهقوا الأنفس المعصومة من المسلمين وغير المسلمين من المعاهدين والمستأمنين وكأنهم لا يتلون كتاب الله ولا يقرأون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يسمعوا قول الله عز وجل {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًاَ}.
وقال: ولقد علم كل ذي علم من أهل الإسلام ان قتل النفس بغير حق من أكبر الكبائر وهي قرينة الاشراك بالله عياذ بالله، وفي الحديث أكبر الكبائر الشرك بالله وقتل النفس، ويقول صلى الله عليه وسلم: كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركاً أو يقتل مؤمناً متعمداً، لقد أتلفوا أموال المسلمين وممتلكاتهم بغير وجه حق وكأنه لم يطرق أسماعهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، روعوا الآمنين وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك أشد التحذير فقال عليه الصلاة والسلام: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً) وحملوا السلاح على المسلمين وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجرد الإشارة فكيف بالاشهار به والقتل والاعالة، وفي الحديث: (لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار)، فأي وعيد أشد من هذا. وفي الحديث الآخر (من اشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي وان كان اخاه لابيه وأمه).
وأضاف يقول: إن كان هذا لحمل السلاح والإشارة به فكيف بمن استعمله في ازهاق النفوس المعصومة! وقد قال عليه الصلاة والسلام (من حمل علينا السلاح فليس منا). وأهل الذمة والمعاهدون والمستأمنون محفوظة حقوقهم في الإسلام وفي ديار المسلمين دمائهم معصومة وأموالهم محترمة يستوون في ذلك مع المسلمين لعموم النصوص وخصوصها في أهل الذمة والمعاهدين.فلا يصح التعدي عليهم في انفسهم ولا أموالهم ولا ممتلكاتهم. وأهل الذمة والمعاهدون والمستأمنون ممن تجب معاملتهم بالبر والقسط بل حتى الجدال معهم أمرنا نحن المسلمين أن يكون معهم بالتي هي أحسن.وقال معاليه إن هذه البلاد متمسكة بدينها متماسكة تحت ظل قيادتها وولاة أمرها كلنا ندين لله عز وجل بالسمع والطاعة لولاة أمرنا بالمعروف في غير معصية متمثلين قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} وقوله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالسمع والطاعة). أما رجال الأمن فهم جنود بواسل على خير عظيم وهم في ثغر من ثغور الإسلام يعلمون مقامهم وشرف مكانهم وصلاح عملهم ونبل مقصدهم يؤدون مهماتهم في اخلاص وتفان واتقان وكفاءة فهم على الحق والهدى بإذن الله بأعمالهم وشجاعتهم ويقظتهم تبقى هذه البلاد عزيزة محفوظة رافعة المنارة رافعة لمنار الدين حامية لمقدسات المسلمين محافظة على حرماتهم بإذن الله فهم بإذن الله صمام الأمان في حماية دار الإسلام.وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: أيها المسلمون وان مسؤولية مواجهة هذه الفئة الضالة هي مسؤولية الجميع كل حسب موقعه فالإحساس بالخطر على الدين والديار والفرقة والفوضى هو الأمر الذي يجب ان يستشعره الجميع ومع كل ما ينبغي من حذر ويقظة وتكاتف وشعور تام بالمسؤولية فليهنأ المسلمون في هذه الديار وليهنأ كل مواطن ومقيم على دينه وامنه وماله واقتصاده ولتهنأ الدولة - حفظها الله - برجالها الفضلاء وجنودها الشجعان المخلصين ولتطمئن الأمة بإذن الله إلى وعي ولاة الأمور ويقظتهم في مواقف لا يقبل فيها إلا القوة والحزم.
وخاطب الشيخ ابن حميد كل من سولت له نفسه القيام بهذه الأفعال الإجرامية المحرمة أو زلت قدمه فوقع في شيء من هذه الأعمال أو وقع في روعه لوثة من هذا الفكر أو تعاطف معهم عليهم جميعاً أن يتقوا الله في أنفسهم واخوانهم المسلمين وليبادروا بالتوبة إلى الله عز وجل وليراقبوا أنفسهم ويتأملوا نصوص كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وكلام المحققين من أهل العلم الثقة وان يرجعوا إلى جادة الصواب ويكونوا صفاً مع اخوانهم ضد اعدائهم المتربصين بهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved