إن التدريب داخل المراكز التأهيلية والأكاديميات والجامعات والتدريب على رأس العمل وجهان لعملة واحدة، فدراسة نظرية وشهادات ودراسات ومؤهلات بدون تدريب على رأس العمل لن يكون مجدياً، أعتقد أن التعاون المشترك بين كافة المراكز والجهات التأهيلية والتدريبية، وموقع العمل فضلاً عن الاستعداد التعليمي لدى المتدرب هي أول الحلول المناسبة لقضية البطالة، التي قدرت نسبتها في المملكة بنحو 5.9%، كما قدر إجمالي العاطلين عن العمل بنحو 300 ألف عاطل، كما أن الغرفة التجارية في الرياض أكدت أن إجمالي الأجانب العاملين في القطاع الخاص بالمملكة حوالي 3.1 مليون مقيم، تقابلها إحصاءات تقدر عدد المقيمين بأكثر من 6 ملايين شخص، من هنا يتضح أن عدد العاطلين السعوديين مقارنة بأعداد العمالة المقيمة يعتبر جزءاً من كل حيث يستطيع عدد كبير من السعوديين غير العاملين من الحصول على آلاف فرص العمل في حالة تأهيل أنفسهم بالمهارات الفنية والعملية وخاصة في اللغة الإنجليزية وعلوم الحاسب الآلي، التي يجب - كما ذكرت سابقاً - أن يصاحبها تدريب على رأس العمل كل في مجال تخصصه.
فلو نظرنا إلى بعض الجامعات والأكاديميات والمعاهد في العالم نجدها تخصص أياماً للتدريب العملي داخل المؤسسات والشركات والهيئات بمختلف أنشطتها وكل في مجال تخصصه، فعلى سبيل المثال طلاب اللغة الإنجليزية وغيرها يخصص لهم يوم في الأسبوع لتدريس اللغة في مدرسة أو معهد، لكي يكون الطالب على استعداد للتدريس بعد تخرجه وطلاب الهندسة تخصص لهم أشهر محددة في الصيف للتدريب لدى شركات المقاولات والمكاتب الهندسية والاستشارية، وطلاب الإعلام والصحافة يخصص لهم شهران صيفاً للتدريب في المؤسسات الصحفية والإعلامية، وكذلك طلاب المعاهد الفنية بمختلف أقسامها الميكانيكية والكهربائية .. وغيرها يحصلون على دورات عملية داخل الشركات والمصانع المتخصصة في مختلف المجالات.
إن قضيتنا الحقيقية في المملكة عدم توافر تدريب حقيقي على رأس العمل الذي يعد الأول في إيجاد جيل مؤهل لديه قدرات فنية وإبداعية ومهارية اكتسبها من بيئة العمل، وأعتقد أن بيئة العمل الحقيقية لن تتوفر إلا في حالة وجود تعاون وطيد فيما بين المؤسسة التعليمية والتأهيلية والشركات والهيئات والمؤسسات سواء كانت حكومية أو خاصة.
الخلاصة أنه لابد من التعاون المشترك فيما بيننا كمؤسسات تدريبية وتعليمية وتأهيلية مع أرباب الأعمال، والدارسين والطلاب من أجل تأهيل جيل قادر على تحمل المسؤولية حتى يستمر في قيادة قاطرة التنمية الاقتصادية التي أسسها جيل الرواد في هذه البلاد وهذا هدف نسعى جميعاً إلى تحقيقه.
خالد حماد *
* مدير عام أكاديمية الخليج العالمية |