Saturday 19th June,200411587العددالسبت 1 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "ملحق اعلامي"

المعرفة والجامعة في خدمة انتقال المجتمع إلى المستقبل المنشود المعرفة والجامعة في خدمة انتقال المجتمع إلى المستقبل المنشود
عبدالعزيز بن فهد الفيصل الفرحان آل سعود

يعتبر الإنسان هو أداة التنمية الأساسية وغايتها المنشودة في كل بلدان العالم المتمدن منه والنامي على حد سواء.
ويعتبر التعليم الأداة المناسبة والوسيلة الأكثر فاعلية لإحداث التنمية الشاملة نظير ما يلعبه التعليم العالي منه من دور محوري في تشكيل وصقل قدرات الفرد ومواهبه بما يتناسب مع احتياجات المجتمع ومتطلبات التنمية الآنية والمستقبلية.
وتعلق الدول على برنامج التعليم العالي آفاقاً واسعة وآمالاً كثيرة نحو التنمية البشرية والاقتصادية والتقدم التقني والحضاري والأمن والاستقرار والتعاون، إذا ما كان هذا التعليم يعتمد على أهداف ومرجعية واضحة ومدروسة، ومتطلبات علمية وتنظيمية وتمويلية وبيئة حضارية ملهمة.
وتجربتنا في التعليم العالي تحتاج إلى برهة من الوقوف عندها بالتحليل والتقييم وأخذ العبر، وهذا أمر إيجابي أن يتقبله المسؤولون عن قطاع التعليم العالي بصدر رحب إذا ما أرادوا تطوراً إيجابياً وهاماً تأكيداً لأهمية وضرورة تفاعل مؤسسات التعليم عامة ومؤسسات التعليم العالي خاصة مع توجهات المواطن السعودي وتطلعاته في صنع التقدم وتحقيق التنمية المستدامة.
وتشكل كثافة المعلومات وسرعة الإيقاع ودقة التخطيط والحداثة والتطور الهائل في مجال العلم والتقنية والانفتاح والتعاون الكبيرين بين الدول واتساع البون بين التقدم والتخلف والريادة والتبعية ، والمتغيرات التي شهدتها وتشهدها المملكة ضمن منظومة العالم المتمدن في ظل تدفق هذه الثورة المعلوماتية، وثورة الاتصالات، والتطورات والتغيرات الاقتصادية ومشاكل الانفجار السكاني ومحاولة حل مشكلات التنمية على الصعيد المحلي والمشاكل البيئية والتنمية المستدامة، كل هذه تشكل بمجملها تحدياً لمواطن المستقبل الذي ستشكل المعرفة له رأس مال مساوماً للادخار القومي والثروات الطبيعية، وبدون هذا الادخار المعرفي تتغير التنمية وربما لن تحقق أبداً إلا بمفهوم مستورد قد لا تتفق والاحتياجات الفعلية للمجتمع، ولتكوين هذا الادخار المعرفي فإنه يجب أن نقف وقفة صادقة مع أنفسنا لنقيم معطيات إنتاجها في المؤسسات التعليمية العليا ومراكز البحوث العلمية.
وعوداً على ذي بدء فإنه متى ما قُيِّمت التجربة بمعايير صادقة فإننا حتماً سوف نصل إلى نتيجة وحيدة تقول لابد أن تجدد الجامعات السعودية آلياتها لإنتاج المعرفة وتطور من وسائلها الخاصة لتحقيق ذلك بالاعتماد على تلك الوسائل التي تؤكد التفكير والتحليل والاستنتاج والإبداع وإيجاد المشروعات العلمية والأساليب التعليمية والتحليلية التي تساعد على إنتاج المعرفة بمقياسها الشامل وليس بمقياسها المحدود المعمول به حالياً والمتمثل في نتائج بحوث المعامل والتجارب.
فالمعرفة وإنتاج العقل بمعناه الواسع وما يرتبط بها في كل جوانب الحياة والإنسان والكون تحتاج منا إلى دراسة لواقع التعليم العالي ونحوه، ورسم استراتيجية وظيفة لهذا النوع من التعليم وتحديد أولويات وميادين وأسبقيات للبحث العلمي وإنتاج المعرفة المشتقة من تطور المجتمع وخبرته وما يعزز هذه الحركة الإنسانية من إنجازات لكي تصبح المعرفة والجامعة في خدمة استقبال المجتمع إلى المستقبل المنشود.
ويضاف إلى ذلك التفكير في أساليب جديدة لتمويل التعليم العالي وبخاصة تمويل مشروعات إنتاج المعرفة وبناء قاعدة معلومات عملية تشترك فيها كل الجامعات السعودية وكذلك دعم الكتاب الجامعي أسوة بدعم السلع الاستهلاكية حيث إن توفيره حقيق بدعم نمو المعرفة وإنتاجها وتنظيمها لبناء مستقبل المجتمع الحضاري وفق المتطلبات الوطنية والإقليمية والعالمية.
كما أن توسيع دائرة استخدام تقنيات الحاسوب في التعليم لا تقل أهمية عن كل ما سبق، فمن خلالها يمكن مواجهة تحديات تسارع التطور التقني لارتباط تعلم الحاسوب بمفهوم محو الأمية التقنية والتي تقاس بمدى التمكن من استخدام الحاسوب الذي يعتبر من أهم الأسس المناسبة لاستخدامه في مرحلة التعليم الجامعي إدخال الجامعات لمفهوم التقنية والحاسب الآلي في التعليم والتعلم وتطوير المناهج عن طريق استخدام البرمجيات التعليمية إضافة إلى دور أعضاء هيئة التدريس في التعامل مع الحاسوب كوسيلة جديدة للتعليم والتعلم وحث الخبراء التربويين على تفعيل دور الحاسب الآلي في المناهج التعليمية بما يخدم الأهداف العلمية في إطار عصري وذلك لمواجهة الدفع نحو تأكيد أهمية وضرورة تفاعل مؤسسات التعليم العالي مع توجهات المجتمع وتطلعاته نحو التقدم وتحقيق التنمية.

رئيس مجلس إدارة أكاديمية الفيصل العالمية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved