قصة السمكة التي غيرت العالم !

ربما تكون أحد الذين يستمتعون بأكل سمكة القد، لكن هل حالفك الحظ بالقراءة عنها؟ كتب مارك كورلانسكي كتاباً مدهشاً عن سمكة كانت ذات أهمية كبيرة في تاريخ البشرية تفوق غيرها من الأسماك. فقد ساعدت هذه السمكة في اكتشاف أمريكا الشمالية.
كما كان لها أثر هائل على الاقتصاد الخاص بنيو انجلاند وكندا منذ قديم الأزل.
واليوم، فإن الصيد الجائر هو بمثابة تهديد متواصل لها بالفناء. وقد كتب المؤلف قصته الهزلية ذات الأسلوب الرائع مضمنا فيها بعض الجوانب الشيقة عن الأصل المحتمل لكلمة القد والعديد من وصفات الطهي الخاصة بها. وإذا قيل أن شيئا ما قد (غير العالم) ، فإنه يكون إما ابتكار تكنولوجي أو موضوع تجاري. فسمكة القد القادمة من شمال الأطلنطي هي من النوع الأخير، والتي أصبحت حديث الساعة بسبب تعرضها للانقراض بممارسات الصيد الجائرة في كندا ونيو إنجلاند.
ويقدم كورلانسكي التاريخ الطويل المثير للسمكة ذات اللحم الأبيض عن طريق مرافقته لبعض الصيادين العاملين حاليا على صيد أسماك القد المتبقية.
لكنه عاد من حيث أتى ليحكي لنا عن ملحمة التجارة الواقعة فيما وراء المحيط. لقد كانت سمكة القد سلعة رئيسية لمدة ألف عام بالنسبة لأوروبا وعبرها إلى الهند الغربية وإفريقيا. ففعلا أدت سمكة القد -قبل اكتشافات كولومبوس- إلى اكتشاف أمريكا عندما ذهب الصيادون وراءها نحو الغرب لاصطيادها. وبعد ذلك، أصبحت هذه السمكة سلعة أساسية في تجارة العبيد، فقد كان يتم استبدال سمكات القد الأفضل تجفيفاً في أوروبا بالبضائع التي يتم شراؤها من إفريقيا، كما كانت تباع لتغذية عبيد المستعمرات الهند الشرقية.
وهذا فقط جزء من التاريخ الكبير الذي أوضحه المؤلف عبر العديد من الصور البارعة وبملحق مكون من أربعين صفحة عن وصفات الطهي المُعلق عليها في حواشي الكتاب السفلية. كما أن هذا الكتاب يمثل كنزاً من المعلومات للمهتمين بشكل خاص بالأحياء البحرية وعلوم البحار والمدافعين عن البيئة وحماية الكائنات البحرية من خطر الانقراض.