دعم الإعلام العراقي
هناك الكثير من المخاطر التي تهدد الصحفيين الأجانب في العراق. ورغم ذلك فإن 12 من بين 14 صحفياً قتلوا في العراق منذ بداية العام الحالي وحتى الآن كانوا عراقيين.
وتقول لجنة حماية الصحفيين، وهي منظمة دولية غير ربحية مقرها الولايات المتحدة، إن هناك الكثيرين من الصحفيين العراقيين يلعبون دوراً رئيسياً بالنسبة لوسائل الإعلام العالمية في مجال جمع الأخبار في الوقت الذي تزايدت فيه الأعمال العدائية التي تستهدف الصحفيين الأجانب.والحقيقة أن الإعلام العراقي الناشئ يستحق الدعم. وللأسف فإن ما يتراوح بين مائة ومائتين وسيلة إعلام جديدة ظهرت في العراق لا تحظى بالدعم الذي تستحقه. وأشارت لجنة حماية الصحفيين إلى اتهام القوات الأمريكية في العراق (بالاعتداء على الصحفيين واعتقالهم بل وحتى قتلهم) في العراق، ودعت اللجنة إلى إجراء تحقيقات جدية في هذه الاتهامات.
وحتى الآن تمكنت الصحافة العراقية الجديدة من الكشف عن قضية الفساد في برنامج النفط مقابل الغذاء الذي كانت تديره الأمم المتحدة في العراق أثناء حكم نظام صدام حسين بالإضافة إلى تغطية أنباء القتال بين قوات الاحتلال والمقاومة العراقية. كما أن هؤلاء الصحفيين العراقيين يؤدون دوراً جيداً في تصوير الحياة اليومية للعراقيين من البحث عن لقمة العيش إلى ما تشبه الحياة بين الحواجز الأمنية.والحقيقة أن الولايات المتحدة يمكنها عمل الكثير من أجل مساعدة هذه المؤسسة الناشئة البريئة. ولكن التقارير التي تحدثت عن اعتداء القوات الأمريكية بشكل واضح على صحفي عراقي يعمل لحساب وكالة رويترز العالمية للأنباء لا تساعد في بناء الثقة المطلوبة بين الأمريكيين والصحافة العراقية الجديدة. علاوة على ذلك فإن قرار سلطة الاحتلال الأمريكي في العراق في أبريل الماضي بإغلاق صحيفة (الحوزة) الناطقة التابعة للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بدعوى تحريضها على العنف لم يؤد إلا إلى إثارة ثورة الشيعة أنصار الصدر وهي الثورة التي لم تهدأ حتى الآن.ك
ما أن الصحفيين العاملين في صحيفة (الصباح) أكثر صحف العراق انتشاراً الآن والتابعة لسلطة الاحتلال تظاهروا في الثالث من مايو الماضي احتجاجاً على التدخل المكثف لسلطات الاحتلال في المادة التحريرية للصحيفة.
(كريستيان ساينس مونيتور) الإمريكية
*****
(شرطي العالم) انتهك القانون!
كشف تقرير الأمم المتحدة عن الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها القوات الأمريكية لحقوق الإنسان في العراق زيف ادعاء الولايات المتحدة بأنها (شرطي العالم) وأنها غزت العراق من أجل تحقيق الديموقراطية والحرية فيه. فقد قال برتراند رامشاراند مسئول حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في تقريره لمفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إن ما جرى في العراق من قتل مروع وتعذيب معاملة غير إنسانية يمكن أن تصل إلى مرتبة جرائم الحرب. ولكن للأسف الشديد فإن هذه الأعمال من جانب قوات الاحتلال الأمريكية في العراق كانت تمارس منذ بداية الاحتلال في إبريل 2003م.
وقدم تقرير لجنة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في العراق صورة مروعة للانتهاكات الأمريكية لحقوق الإنسان العراقي استنادا على شهادات موثقة من جانب مدنيين ومسئولين عراقيين وجنود في القوات الأجنبية هناك ومنظمات حكومية أو غير حكومية تعمل في البلد المحتل.
كما قدم الكثيرون من العراقيين الذين التقى بهم أفراد فريق مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان نماذج عديدة على خيبة آمالهم في الحماية التي توفرها قوات الاحتلال للمدنيين.
وقال هؤلاء العراقيون إن قوات الاحتلال لا تعطي أدنى اهتمام بأرواح العراقيين الأبرياء الذين يشاء الله وجودهم في منطقة تشهد مواجهة بين المقاومة وقوات الاحتلال. وهم يؤكدون أن الكثيرين من المدنيين الذين يفقدون أرواحهم بنيران قوات الاحتلال هم ضحايا مبالغة هذه القوات في استخدام السلاح بصورة مبالغ فيها.
وإذا كان الكثير من الحقائق قد تكشفت عن جريمة تعذيب الأسرى العراقيين على يد جنود الاحتلال فمازال هناك الكثير من الأسئلة التي تنتظر إجابة. أين كانت أنظمة الرقابة التي تهدف إلى منع وقوع مثل هذه الجرائم؟ هل كان الجنود الأمريكيون يرتكبون هذه الجرائم بمبادرة شخصية من جانبهم أم بأوامر من القيادات العليا؟ وإلى أي مستوى قيادي تصل مسئولية هذه الجرائم؟ أين العقوبات التي تهدد بها أمريكا دول العالم بزعم انتهاك حقوق الإنسان من هؤلاء الأمريكيين الذين انتهكوا حقوق الإنسان العراقي؟ .
(تشاينا ديلي) الصينية
*********
بوتين وقمة (الناتو)
قبل أيام من انعقاد اجتماع قمة منظمة حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في مدينة اسطنبول التركية في وقت لاحق من الشهر الحالي بات واضحاً أن زعماء الدول الأعضاء في هذا الحلف والبالغ عددها 26 دولة لن تناقش أهم مبادرتين كانتا مطروحتين على جدول أعمال القمة وهما المشروع الأمريكي لإعادة تشكيل الشرق الأوسط المعروف باسم (مشروع الشرق الأوسط الكبير) ومبادرة التعاون في منطقة البحر الأوسط.
التطور الآخر المهم في هذا المجال هو تراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حضور هذه القمة بصفته مراقب. ويقول مسؤولون في وزارة الخارجية الروسية إن قرار بوتين بمقاطعة القمة يأتي تعبيراً عن غضب روسيا تجاه عدد من القرارات التي اتخذها حلف الناتو مؤخراً. فهذا الحلف لم يقدر مواقف روسيا الأخيرة تجاه توسيع الحلف شرقا في أوروبا حق قدرها. فقد أدى توسيع الحلف إلى انضمام أربع دول كانت عضواً في حلف وارسو بالاضافة إلى ثلاث دول كانت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. في الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة لا تريد إعطاء حلفائها دوراً مركزياً في التخطيط للحلف باعتباره صداعاً لا لزوم له. وهذا يفسر لنا رفض واشنطن القاطع لاقتراح حلف الناتو القيام بالدور الرئيسي في الحرب ضد الإرهاب في أفغاستان. ولكن بمجرد أن تورطت أمريكا في حرب العراق حتى سارعت من تلقاء نفسها إلى إلقاء عبء أفغانستان على كاهل حلف الأطلنطي.
إذن بات واضحا أن واشنطن باتت تنظر إلى حلف الناتو باعتباره قوة الاحتلال التي تستطيع السيطرة على أراضي الأعداء بعد أن تكون القوة العسكرية الأمريكية قد دمرت أسلحة وقوة هذه الدولة المعادية. وبالطبع فإن أوروبا ليست المقصودة بمثل هذه العمليات العسكرية سواء من جانب الولايات المتحدة أو من جانب حلف الناتو. كما بات واضحاً أن الدول الأوروبية تبحث حالياً إعادة هيكلة قواتها العسكرية ولكن ليس على أساس دورها في حماية حدودها الوطنية ولكن على أساس القيام بمهام خارج حدود القارة الأوروبية ذاتها.
ورغم ذلك فإن بوتين رأي أن مشاركته في قمة الحلف المقبلة سوف تجعله يبدو أقل قدرا من نظرائه الغربيين الأعضاء الأصليين في الحلف لذلك قرر رفض الدعوة.
(موسكو تايمز) |