الفراغ القاتل الذي سيواجه الشباب أكثر من ثلاثة أشهر طوال العطلة الصيفية كيف سيملؤه هؤلاء الشباب؟!
هل يكفي أن يظل الشباب نائمين طوال اليوم ليخرجوا في المساء يتسكعون في الشوارع محولينها إلى ميادين سباق من خلال سياراتهم.. أو التجمع في المقاهي يملؤون صدورهم بدخان المعسل، وعقولهم بالأغاني التافهة؟!
أم تنظم كالسابق المخيمات الصيفية التي لا تُعطى العناية الكافية، وتسلم إدارتها وقيادتها لأشخاص غير مؤهلين يتركون لأصحاب الفكر المتشدِّد والغلاة السيطرة على هذه المعسكرات لتفريخ وجبات من الإرهابيين الصغار؟!!
في العام الماضي نُظِّمت العديد من المعسكرات الصيفية، وتوزَّعت تلك المعسكرات على مختلف مناطق المملكة، وطبعاً كانت تلك المعسكرات تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ووزارات أخرى ذات العلاقة بالتربية والإرشاد الثقافي والديني. ولا شك أن تلك المعسكرات والمشرفين عليها قد رفعوا تقارير ودراسات عن تلك المعسكرات وجدواها، والعمل على تطويرها، واقتراح أفضل السبل لتحقيق الاستفادة منها لتعليم الشباب وإكسابهم خبرات ومعارف ومهارات جديدة تنفعهم وتنفع الوطن، ومعالجة السلوكيات والأفكار الخاطئة..
ما أريد الوصول إليه هنا من خلال هذه الزاوية هو العمل على وضع تربويين متخصصين لإدارة هذه المعسكرات وللاستفادة منها لتعليم شبابنا أساليب وثقافة الحوار، وتفهُّم المعاني النبيلة والسمحة لديننا الإسلامي، وعدم ترك المجال لأصحاب دعوات الترهيب والتكفير وكره الآخر للسيطرة على عقول شبابنا وزرع ثقافة الإقصاء والتلقين الخاطئ، مما يجعل هؤلاء الشباب ناقمين على مجتمعهم وعلى كل مَن يختلف معهم.
معسكرات الصيف الشبابية ومراكز الشباب التي تنشط وزارة التربية والتعليم والوزارات الأخرى والجامعات في إقامتها فرصة طيبة وسانحة للتعريف ونشر الثقافة الإسلامية السمحة المبنية على الوسطية وحب الآخرين، وإزالة كل العوائق التي يحاول التكفيريون زرعها في عقول الشباب، ولهذا فإن على القائمين على هذه المراكز والمشرفين عليها أن ينشطوا في تضمين برامجهم بالإضافة إلى الفعاليات الترفيهية التي تتناسب مع أوضاعنا الدينية والاجتماعية نشاطاً فكرياً وثقافياً ودينياً يزرع الثقة في نفوس شبابنا، ويجعلهم أكثر قدرة على تفهُّم الآخرين وثقافتهم، وانتهاج أساليب الحوار والمجادلة الحسنة للتعبير عما يريد إيضاحه للآخرين حسب ما علمنا إياه رسول الهدى والإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم، وليس فرضاً على الآخرين بالإرهاب وقوة السلاح.
|