* القدس المحتلة- بلال أبو دقة:
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية في نبأ عاجل، نقلا عن مراسلها في واشنطن: أن وقع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، وقع على أمر يؤجل نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وذلك لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي..
يشار إلى أن الرئيس بوش وسابقه كلينتون أجلا في السنوات التسع الأخيرة نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، وذلك برغم أن الكونغرس الأمريكي قد اتخذ قرارا في عام 1995 بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى مدينة القدس المحتلة ..
وفي سياق متصل بالمدينة المقدسة ، قال الكولونيل الإسرائيلي ( داني تيرزا )، المسؤول الإسرائيلي عن التخطيط الاستراتيجي للجدار العنصري: انه سيتم بنهاية 2005 الانتهاء من بناء جدار بطول 82 كيلومترا حول القدس يتضمن إحدى عشرة بوابة لمراقبة عبور الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى المدينة المقدسة، وستخصص كذلك بوابتان للسياح.. مضيفا: أن الحاجز الأمني سيمتد على 28 كيلومترا حول مدينة القدس. وقال الكولنيل الإسرائيلي: انه سيتم تزويد البوابات بتجهيزات مسح بيولوجية متطورة..
وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد أتمت بناء أجزاء من الجدار العنصري شمال وجنوب المدينة المقدسة، وهي جدران تمتد على طول 32 كيلومترا يحرسها زهاء 800 رجل أمن إسرائيلي..
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي وسعت خلال اليومين الماضيين، من جرائم هدم منازل المواطنين المقدسيين في منطقتي سميراميس وقلنديا شمال مدينة القدس، وذلك في إطار حملة مسعورة تستهدف المنازل القريبة من مسار جدار الضم والتوسع الاستيطاني العنصري ، حيث وصل عدد المنازل المهدمة إلى ستة منازل..
وحسب إفادات الأهالي المقدسيين فإن عمليات الهدم ما زالت مستمرة، وأن خطر الهدم يتهدد منازل أخرى في المنطقة.
وتدعي سلطات الاحتلال، أن المنازل شيدت بدون ترخيص، غير أن المواطنين أكدوا أن عمليات الهدم تستهدف المنازل القريبة من الجدار العنصري.
وأضاف الأهالي في إفادات ل (الجزيرة): أن جنود الاحتلال اعتقلوا واعتدوا بالضرب على أصحاب تلك المنازل، وأجبروهم على إخلائها بالقوة، كما اعتدى جنود الاحتلال بالهراوات وأعقاب البنادق على أكثر من أربعين مواطنا احتشدوا للدفاع عن المنازل، والتي سيؤدي هدمها إلى تشريد العشرات من النساء والأطفال والرجال، وجعلهم بلا مأوى.
وناشدت الأهالي المقدسيين عبر(الجزيرة) منظمات المجتمع الدولي، بالتدخل لوقف سياسة التطهير العرقي التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني بحقهم..
وقد كشفت مؤخرا مصادر إسرائيلية رسمية، النقاب عن استعداد الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ خطة جديدة، مع بداية العام القادم، استكمالا لسياسات تهويد مدينة القدس ولفرض أوضاع جديدة على الأرض فور إتمام بناء الجدار العازل.
وستشرع وزارة الداخلية الإسرائيلية في تنفيذ حملة إجبارية على كل من يحمل هوية زرقاء من سكان مدينة القدس الشرقية لتبديل هوياتهم وإصدار جوازات سفر إسرائيلية بدل وثيقة السفر التي يحملونها حاليا، وأي فلسطيني لا يريد أو لا يوافق ستسحب منه الهوية وبالتالي لا مجال لوجوده داخل حدود بلدية القدس..
وبحسب المصادر الصحافية الاسرائيلية: فقد انتهت بالفعل مناقصة حكومية لتأسيس شركة مهمتها الأساسية إجراء عملية مسح شامل لفلسطينيي القدس، الذين تخلفوا عن دفع الضرائب والغرامات لأجل جلبهم إلى المحكمة للسجن لسداد هذه المبالغ أو الاتفاق على صفقة إبعادهم عن حدود بلدية القدس، مقابل شطب ديونهم والمقصود هنا بمصطلح خارج حدود بلدية القدس، خارج الجدار العازل.. وفي هذا السياق قال، زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ل مراسل الجزيرة: إن نسبة لا تقل عن (80% ) من المقدسيين مدينون للمؤسسات الحكومة الإسرائيلية ابتداء من التأمين الوطني وانتهاء بمخالفات السير والبناء وغيرها..
وتهدف الخطة، على ما يبدو، لتنفيذ (ترانسفير جماعي فوري) لكل من لا يحمل الهوية الزرقاء..
وتقدر المصادر الإسرائيلية عدد هؤلاء الذين يقطنون داخل حدود بلدية القدس ولا يحملون الهوية الزرقاء بعشرات الآلاف..
ويواجه سكان القدس المحتلة أزمة أخرى، تتعلق بتعليم أبنائهم، هذه الأزمة تمثلت في قرار جديد يقضي بعدم تسجيل الأولاد الذين يولدون في الفترة الأخيرة في بطاقة الوالدين، بالإضافة إلى تغير أماكن الولادة المسجلة في بطاقات المواطنين المقدسيين حاليا لكثير من الأطفال إلى أماكن في الضفة الغربية وقطاع غزة..
زد على لك فإن مدينة القدس مثقلة بإجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلية من فرض ضرائب باهظة، وهدم بيوت، ومخالفات وحجوزات وعدم السماح لهم بالبناء،ومصادرة أراضيهم، وانعدام فرص العمل، وانتشار البطالة، وتسهيل ترويج المخدرات.
|