Saturday 19th June,200411587العددالسبت 1 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

جداول جداول
الإجازة وما إلى هذا قصدت..!!
حمد بن عبدالله القاضي

** بدأت إجازة الصيف، والسؤال كيف يمكننا الإفادة من هذه الإجازة؟
كيف نستطيع العودة من إجازاتنا إلى أعمالنا من جديد ونحن أزكى نفوسا، وأنشط أجساداً، وأكثر ارتياحاً؟
إن هناك ظاهرة غريبة وهي أن الكثيرين يعودون من إجازاتهم وهم يحملون رصيداً من الخمول، وقدراً أكبر من التعب والإرهاق بينما الإجازة الممتعة المفيدة هي التي تحقق ثلاثة أهداف: راحة الجسد، وراحة العقل، وراحة القلب، وإذا اختل واحد من هذه الأشياء فإن الإجازة تبقى ناقصة غير مؤدية الغرض الذي أوجدت من أجله.
والراحة في أيام الإجازة لا تعني قضاءها في اللهو والكسل وعدم الالتزام.. إن القيام بعمل جيد ينمي هواية، أو يحقق غرضا إنسانياً، أو يلبي حاجة من حاجات الإنسان الحياتية يعطي مردوداً نفسياً مريحاً على وجودنا واخضرار أيامنا.
لقد سُئل معمر إنجليزي في مقابلة صحفية له عن أجمل الأشياء التي مرت عليه في حياته فأجاب بقوله: إنه كان موظفاً طال (45) سنة، وكانت لديه مزرعة، وكان يعمل فيها في إجازات الأعياد ونهاية الأسبوع، ولم يقض ليلة في سهر، ولم يتجاوز مزرعته في كل الإجازات التي مرت عليه، لكنه كان يشعر بسعادة نادرة، ويعود لعمله الرسمي وهو في قمة النشاط؛ لأنه يحس من أعماقه أنه قام بعمل مريح في إجازته، أعطاه كثيراً من النشاط وكثيراً من الفرح الغامر.
إنني لا أريد أن يُفْهَم من كلماتي هذه أنني أدعو إلى ممارسة نوع من الجدية على سلوكنا وحياتنا في إجازاتنا.. فما إلى هذا قصدت، إنني أدعو -فقط- إلى الإفادة من الإجازة، وإلى المزيد من التسلية في أوقات إجازاتنا.إن الحياة -بالطبع - ليست جداً كلها، أو عملاً بأجمعها.. بل هي تكون أكثر راحة واستقراراً عندما تكون مزيجاً من العمل والراحة.هل بعد هذا نستطيع أن نفيد من إجازتنا المقبلة إفادة تعود علينا بالفائدة والمتعة معاً.
***
عزيزي الطفل
لا تكبر..!
** من الكلام الجميل ما يحلو لك أن تعيده لتستمتع به.
ولقد أعدت هذه المقطوعة الشعبية أكثر من مرة، فهي تجسد - بأسلوب أخاذ - الطفولة وبراءتها.. وتلك الأمنيات التي أراد سكبها الشاعر (طلال حمزة) في جوانح الطفل ليبقى صغيراً.. من أجل أن يحلق فيظل في فضاء الطفولة ولا يغادره إلى جحيم الكبار ويشقى مثلما شقوا بهموم الحياة، وأشجان الكبار..!
اقرأوا معي هذه المقطوعة الجميلة:
((عزيزي الطفل
عزيزي الطفل لا تكبر
كذا أجمل
كذا أطهر
كذا لا دين يتراكم
كذا لا ضغط لا سكر
حبيبي الطفل لا تكبر
ترى أكبر كذبة عشناها
لما كنا في سنك
يا لله... متى نكبر؟
حبيبي الطفل لا تكبر
ومارس حلمك الأخضر
احلم قد ما تقدر
ولا من خفت خبي أحلامك بدفتر
ترى الأيام سراقه
والأحلام تتبخر
حبيبي الطفل
أقولك شيء
دخيل الله لا تكبر))
واه - يا طلال -
لو كان ذلك بأيدي الأطفال وبأيدينا لما كبروا ولما كبرنا وبقينا وبقوا ننعم بجنة الطفولة ونتذوق رحيقها بدلاً أن نتظلى في حرائق عالم الكبار.
***
أصدق الكلام..!
( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ
فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ {16} يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {17} وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {18} وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ......) {19} سورة لقمان.

* ف 014766464


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved