في مثل هذا اليوم من عام 1940، وصل رئيس الوزراء الايطالي بنيتو موسوليني بصحبة وزير خارجيته كونت تشيانو إلى ميونخ لمناقشة خطط فورية مع الزعيم الالماني هتلر، ولكن موسوليني لم يعجبه ما سمعه من هتلر.
كان موسوليني محرجاً من الدخول المتأخر لإيطاليا في الحرب ضد الحلفاء ومن الاداء الضعيف للقوات الايطالية منذ ذلك الحين، فالتقى موسوليني مع هتلر وهو عاقد العزم على إقناعه باستغلال التقدم الذي حققه في فرنسا بمطالبتها بالاستسلام التام واحتلال القسم الجنوبي للبلاد الذي كان ما زال ينعم بالحرية. وكان من الواضح أن موسوليني يسعى للحصول على جزء من الغنيمة، وكان اقتراحه هو الطريقة المثلى لجني المكاسب بأقل مجازفة ممكنة. ولكن هتلر أيضا لم يكن مستعدا للمجازفة، بل وكان يستعد لعرض شروط سلام معتدلة على فرنسا. حيث كان يسعى إلى ضمان بقاء الاسطول الفرنسي محايداً وعدم تكوين حكومة في المنفى بشمال أفريقيا أو لندن تعمل على مواصلة الحرب لفترة أطول. كما رفض هتلر مطلب موسوليني باحتلال القوات الايطالية لمنطقة رون فالي الفرنسية وبنزع السلاح من كورسيكا وتونس وجيبوتي التي كانت تابعة لأثيوبيا المحتلة من قبل إيطاليا. وقد سجل تشيانو في يومياته أن موسوليني ترك الاجتماع محبطاً و(محرجاً جداً) حيث شعر أن (دوره كان ثانويا) .
كما سجل تشيانو احتراماً لهتلر حيث كتب (أنه يتحدث اليوم بتحفظ وبحدة ذهن مدهشتين خاصة بعد هذا النصر الذي حققه) .
|