Friday 18th June,200411586العددالجمعة 30 ,ربيع الآخر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الصيف والسياحة"

الجوف منطقة جذب سياحي تعانق عبق التاريخ الجوف منطقة جذب سياحي تعانق عبق التاريخ

* الجوف - محمد السياط - حمد الغصوني:
حبا الله الجوف موقعاً متميزاً، قديماً وحديثاً، فكان موقعها على الطريق التجاري القديم بين العراق والشام وشرق الجزيرة العربية جعل منها موقعاً مهماً للتجار وقاعدة مهمة لحماية المسلك التجاري فقام على أرضها عدد من الممالك العربية القديمة والتي ذكرت في الكتابات الآشورية المؤرخة بالقرن الثامن قبل الميلاد، وقد سبق هذه الفترة سكن واستقرار في مواقع مختلفة من منطقة الجوف كموقع الشويحطية المؤرخ بحوالي مليون وخمسمائة ألف سنة ماضية، وكانت تعيش المنطقة في هذه الحقبة العصر المطير التي كانت تنتشر فيه الغابات والجداول المائية ثم توالى التحول في المناخ من العصور المطيرة إلى الأقل أمطاراً، والتي تعود إلى حوالي الألف الرابع قبل الميلاد، حيث إننا نجد لهذه الفترة حضارة العصر الحجري الحديث، ووجدت عدة مواقع في منطقة الجوف تعود لهذه الفترة التي يستقر فيها الإنسان بسكن مؤقت والتي تعتبر بداية تحول الإنسان من جامع للقوت إلى منتج للغذاء. ثم تحول المناخ إلى المناخ الصحراوي فاستقر الإنسان في الأماكن التي تتوافر بها وفرة المياه وخصوبة التربة فكانت دومة الجندل من أوائل الأماكن التي استقر بها الإنسان القديم ونتيجة لاستقرار الإنسان الدائم احتاج لتبادل بعض السلع مع جيرانه ومن هنا نشأت التجارة البرية من الألف الأول قبل الميلاد ومن هنا قوي موقع دومة الجندل وأصبح له مكانته في العالم القديم. وعدت دومة الجندل من أمهات المدن في الجزيرة العربية، وكان يعقد بها سوق من أشهر أسواق العرب قبل الإسلام وكان يعقد في الأول من ربيع كل عام. وكانت دومة الجندل بعد الإسلام مركزاً مهماً للمسلمين ومتاحاً للدخول إلى بلاد الشام.
أما موقعها الجغرافي الحالي لم يكن أقل أهمية من موقعها القديم فمنطقة الجوف تتوسط شمال المملكة العربية السعودية وتعتبر منطقة بالإضافة إلى تنوع السطح من الهضاب والتلال والأودية والجبال والسهول والكثبان الرملية. أما إمكانات المنطقة الاقتصادية تتمثل بثروتها المعدنية اللا فلزية من الصخور والأملاح مثل الصلصال والسيلكا والصخور الجيرية والبازلتية وتضم المنطقة عدداً من المصانع للمواد الغذائية ومواد البناء والمنتجات الكيماوية والبلاستيكية والجلدية، أما الجانب الزراعي فخصوبة التربة ووفرة المياه جعلت من المنطقة عامل جذب لعدد من المستثمرين الزراعيين فأقيمت بالمنطقة عدد من المشاريع الزراعية الكبيرة وعدد أكبر من المزارع وتنوع إنتاجها من التمور والزيتون والحبوب والفواكه والخضار والمنتجات الحيوانية من الألبان والجلود واللحوم والدواجن. كما لا نغفل ثراء المنطقة بعدد من المعالم الأثرية والتراثية من قصور وقلاع ومساجد.
كما تتوفر الخدمات والمرافق الرئيسية مثل شبكة الطرق والمطارات والخدمات الصحية والفنادق والشقق المفروشة ومتحف حكومي وعدة متاحف خاصة والخدمات المصرفية والحدائق العامة والمراكز الترفيهية مثل حديقة الجوبة والقرية النسائية وقرية السندباد ومنتزه الفياض وعدد من المراكز التجارية وعدد من وكالات السفر والسياحة.
فهذه الظروف والإمكانات مجتمعة أهلت منطقة الجوف لأن تكون ذات جذب سياحي.
أهم المعالم السياحية بالمنطقة
ولإلقاء الضوء عليها التقت (الجزيرة) الأستاذ حسين علي الخليفة رئيس لجنة التنشيط السياحي بالغرفة التجارية الصناعية بالجوف.. حيث أوضح لنا هذه المعالم كالتالي:
الشويحطية
تقع الشويحطية شمال سكاكا على بعد 45 كم تقريباً وبها أقدم موقع أثري بالمملكة. حيث عثر على أدوات تعود إلى العصر (الألدواني) الحصوي وتؤرخ بحوالي مليون وثلاثمائة ألف سنة سابقة، وقد أجريت حفائر أثرية في عام 1405هـ وأثبتت الدراسات التي أجريت على الأدوات بأنها تعود لهذه الفترة.
النقوش القديمة بالجوف
الخطوط العربية قبل الإسلام في شمال الجزيرة العربية وشمالها الغربي ووسطها والتي تصنف عموماً بالثمودية واللحيانية المتصلة بها تشترك في أصل واحد من خطوط النقش في جنوب الجزيرة العربية مثل الخط المعيني في اليمن. ومن أقدم الأمثلة المعروفة بخط يعرف بالخط الثمودي الجوفي الذي نسب إلى فترة القرن السابع - السادس قبل الميلاد، وقد ظلت فصيلة الخطوط الثمودية عموماً شائعة الاستعمال حتى حوالي القرن الرابع الميلادي، أما في الجزء الشمالي من المنطقة وخصوصاً حول عرعر فقد اكتشفت نقوش بالخط الصفوي وكان الخط الصفوي مستعملاً من جانب سكان شرق الأردن وجنوب سوريا وحرات منطقة وادي السرحان من حوالي 100 - 200 ق.م، أما الخط النبطي فهو على نقيض ذلك مستمد من فصيلة الخطوط السامية الشمالية الغربية التي تضم الخط الفينيقي ومن بعده الآرامي وظل الخط النبطي مستعملاً من القرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن الرابع الميلادي.
قلعة مارد
تقع هذه القلعة على تل مرتفع في دومة الجندل وتشرف على المدينة وتمثل حصناً منيعاً أمام الأعداء وهي شبه دائرية الشكل لها أبراج مخروطية بنيت في أربع جهات منها.وأقدم ذكر لها في القرن الثالث الميلادي عندما غزت ملكة تدمر زنوبيا دومة الجندل وتيماء ولم تستطع وقالت: تمرد مارد وعز الأبلق. والمارد صفة لكل شيء يتمرد ويستعصي.
وقلعة مارد تحتوي على مبانٍ من مراحل متعددة بعضها محكمة البناء تعود إلى عهود حضارية مزدهرة وهي الأقدم وعلى ما يبدو بأنها تعود للفترة النبطية وذلك نتيجة للمجسات التي أجريت في داخل وخارج القلعة وأظهرت معثورات تعود لهذه الفترة وبعضها مضاف يحل محل قديم متهالك مختلف في مستواه، إتقان البناء يمكن أن ينسب إلى فترة متوسطة بعد ظهور الإسلام وبعض المباني رديء الأسلوب في البناء ومبني بمونة طينية ينسب إلى فترة متأخرة يعتقد أنها تعود إلى ما يقارب الثمانين سنة.
مسجد عمر
يقع مسجد عمر في وسط مدينة دومة الجندل القديمة ملاصقاً لحي الدرع من الجهة الجنوبية ويعد من المساجد الأثرية المهمة إن لم يكن أهمها على مستوى المملكة.
وتنبع أهمية المسجد من تخطيطه حيث يمثل استمرارية لنمط تخطيط المساجد الأولى وتبرز أهمية هذا المسجد إلى كونه من أقدم المساجد الأثرية التي لم يتبدل تخطيطها. وتقع مئذنة المسجد في الركن الجنوبي الغربي. وتنحرف عن مستوى جدار القبلة، وقاعدة المئذنة مربعة الشكل طول ضلعها 3م وجدرانها الحجرية تضيق إلى الداخل كلما ارتفعت إلى الأعلى حتى تنتهي بقمة شبه مخروطية، يبلغ ارتفاع المئذنة الحالي 12.7م وقد استخدم الحجر في بناء المسجد والمئذنة كما هو الحال في القلعة والحي المجاور.
السور
يقع في الطرف الغربي لدومة الجندل، تم الكشف عنه في يوم 1406هـ من قبل الإدارة العامة للآثار والمتاحف. ويرتفع في أعلى نقطة حوالي 4.5م وهو مبني من الحجر بأسلوب يشبه بناء قلعة مارد، ويوجد به أبراج مستطيلة الشكل لها فتحتان وهذه الأبراج ملحقة بالسور لعدم ربطها بحجارة السور وهو مدعم بجدار من الطين من الداخل ومن المحتمل أن هذا السور يحيط بالحي المجاور له فقط وطول المتبقي منه حوالي 1800 متر.
قلعة زعبل
تقع على قمة جبل شمال سكاكا يشرف على الواحة الواقعة أدناه ويعتقد أنه مبني قبل 200 سنة سابقة ومن المرجح أنه بني على أنقاض مبنى قائم قبل ذلك وهي منشأة حربية. ويوجد بها حوض منحوت لجمع المياه وبجوار هذه القلعة بئر سيسرا وهي أثر على ما يبدو نبطي منحوت في الصخر وفي داخله سلم للنزول إلى أسفل البئر وفي الناحية الشرقية منها في أسفل الدرج فتحة لقناة لنقل المياه إلى باقي المدينة.
الرجاجيل
تقع على مسافة عشرة كيلو مترات تقريباً إلى الجنوب الشرقي من مدينة سكاكا حيث توجد به مجموعات من الأعمدة الحجرية المنتصبة وتشترك جميع الأعمدة باتجاهها نحو الشرق والغرب ويوجد في الناحية الغربية من كل مجموعة بناء على شكل نصف دائرة فيما عدا واحدة والكثير من هذه الأعمدة محطم وتتوزع في مجموعات تشمل كل مجموعة عمودين إلى أربعة أعمدة ارتفاع الواحد منها حوالي ثلاثة أمتار، ويعود تاريخها تقريباً إلى الألف الرابع قبل الميلاد. وجاءت تسميتها من جمع رجال لأن المشاهد لها من بعيد يظن أنها رجال واقفون.
قدير
بقايا أطلال قلعة مبنية من الحجر الرملي تتألف من غرفة وبرج للمراقبة ويعود تاريخ بنائها إلى عام 518هـ بجوارها صخور كبيرة متناثرة عليها نقوش ثمودية وبعض رسوم لحيوانات وبعض مشاهد صيد.
قصر مويسن
يقع على مسافة 15 كم جنوب غرب سكاكا مبني من الطين والحجارة مستطيلة الشكل على تل يرتفع حوالي 15م وعلى ما يبدو أنها تعود إلى فترة إسلامية مبكرة وتتألف من مجموعة من الغرف وبداخلها بئر مردوم بالحجارة وتحيط بها مزارع مويسن.
بحيرة دومة الجندل
مسطح مائي شمال دومة الجندل على مسافة 4 كم تقريباً ومساحته حوالي 500 ألف متر مربع مخصص لتجميع المياه الفائضة عن ري الأراضي الزراعية كما أن عمقها في المنتصف حوالي 15م.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved