Friday 18th June,200411586العددالجمعة 30 ,ربيع الآخر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "سين وجيم"

الزم الحق ولو كنت وحدك الزم الحق ولو كنت وحدك

* كنتُ أعمل في مكان مهم مادياً مع شخص مُهم فعال، وكان يتفق مع شركات صناعية حساسة بمبالغ طائلة جداً ثم يأخذ قيمتها لحسابه الخاص، وأحياناً يشتري قدراً كبيراً فيأتي بعضها والآخر لحسابه الخاص. أكرمني وأكرم معارفي، ولا يرد لي طلباً. داهمه حرص شديد فلم يوصِ، ولم يذكر شيئاً عما كان يفعله أو يرده، لكن المهم أنا الذي أريد إنقاذ نفسي من هذه الأموال التي دخلت عليَّ وهي حرام لا أشك في ذلك، كيف أتخلص منها علماً أنني في حال يُرثى لها، لا يعلم ذلك إلا الزوجة وأحد الأولاد، وهو ذو دين وعقل. ولا أخفيك أن الهمس عن مصادر مال هذا الرجل يدور سراً بين كثير ممن حوله وإن كانوا معه صادقين ومخلصين، والناس والتاريخ لا يرحمون، لكن كيف (بي أنا)؟
م.م.م. (الشرق الاقصى).
* قد يكون هذا قد، لكن المهم في هذا هو أن تصمت أنت حيال ذلك الرجل، فلا تنبس ببنت شفة؛ لأن المضرة الحاصلة عليك تكون أكثر.
انظر مدة العمل معه، كم هي؟
وانظر كم صافي راتبك كم هو..؟
وقدر الهدايا والهبات وأجملها، وسوف تكون كبيرة وكثيرة بالنسبة إلى مجرد الراتب الشهري، ثم أخرج الهدايا وما كنت أنت قد لطشته بذكاء وحيلة التي قد تكون حصلت مع الهبات فلا تبقها لديك طرفة عين، بل تتصدق بها كلها دفعات دفعات، ولا تعيدها اليه فيفطن إلى ذلك؛ لأنه يعلم وضعه، لكنه متساهل أو لا يهمه أحد أو هو يعلل ويسير على هوى نفسه ومراد دنياه.
ثم لعلك بعد ذلك تتعلل بأمر أو أمور بعدم العمل لديه، لكن بدهاء وسعة حيلة، فلا بد من النجاة من هذا، فالمال فتنة، وهو بكسبه الحرام سبب الكثير من الفتن والمخاوف والأمراض والوحشة بين الله سبحانه وتعالى وبين مثل هذا. افعل برتابة وهدوء، فما قل من طاهر خير وأكثر بركة مما كثر من نجس ورجس، وبنو آدم يموت واحدهم فلا يبقى معه في قبره إلا عمله الصالح النقي، ويتركه وهو يترك: (ماله وولده). وقد جاء في النص الصحيح عند مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه يذكر هذا بجلاء. وما دمت قد عرفت الجادة فأدلج حثيثاً، والزم الحق وإن كنت وحدك.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved