سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
إن جريدتكم تهتم بطرح العديد من المواضيع ذات العادات القديمة وما يختصون به من تفانٍ والإيثار على النفس وتقديم ما لديهم في سبيل إبراز هذه العادات.
وهذه المواضيع تحتاج إلى العديد من الطروحات والدراسة. اما ما أحببت الإجابة عنه فإنني قرأت في جريدتكم في العدد 11427 بتاريخ 19-11-1424هـ الصفحة الأخيرة موضوع بعنوان (صورة من الصحراء) والاستفسار عن عددٍ من المواضيع ومنها عن (معشي الذئب) وهل هو صحيح ولذلك أحببت أن أرسل اليكم نُبذة عن (معشي الذئب) رغم أنه كتب عنه في العديد من الكتب والدواوين ومنها ديوان المختار في شعبي الاشعار، للمؤلف، صالح بن عطاالله الخزيم ص 46-50 وهو محمد بن سعد بن شعيفان بن جفران أمير قبيلة العزة من سبيع فهو من شيوخ سبيع المشهورين بالكرم والشجاعة وعُرف عنه التفاني في خدمة الضيف قدم هو وجماعته من الغريف من وديان سبيع ونزل في الحاير جنوب الرياض ولما استقر رحمه الله في الحاير غرس الغرس وشيّد المباني وفي ذلك يقول معتذراً عن تركه البوادي بعد الإقامة في الحضر.
يا من يعلمهم تراني تحضريت
وسعيت في زين البنا واللياحي
نزلت لي في موقع ما تغبيت
وقصر نغم ابه العدو المناحي
وامنول راعي قطيع واهل بيت
وعشاير فيها كثير اللقاحي
ومن كرمه وسخائه أنه لا يبيت وجاره جائع ومن ذلك أن أمه سمعت ذات ليلة الذئب يعوي فقالت له لماذا يعوي هذا الذئب؟ فقال لها يعوي من الجوع فاختلج قولها مشاعره ولما صار في جوف الليل أخذ (المنسيحة) وهي البقرة التي يشربون لبنها ويستفيدون من سمنها وتنحى بها خفية عن أهله ووالدته وذبحها للذئب ليسد جوعه ولم يجد غيرها تلك الليلة وفي الصباح لم يجد أهله البقرة فتأكدت أمه أنه ذبحها للذئب الذي يعوي من الجوع لما كانت تعرف عنه من سخاء النفس ونبيل الخلق. ومكان ذبح البقرة يطلق عليه اسم (ام مهنا) وهو شعيب في الحاير القديم. وقد عبّر الشاعر عبدالله بن شيحان الجبور السبيعي عن هذه الحادثة في قصيدته اللامية بقوله: