في يوم السبت 24-5- 1425هـ اطلعت على رأي الجزيرة وما سطرته أنامل رئيس التحرير حول هذا الرجل (المريض) القذافي في محاولته لاغتيال ولي العهد الأمير عبدالله - حفظه الله - وفعلاً كما ذكر رئيس التحرير (بأن الطبع غلب التطبع) فمهما تظاهر (القذافي) بالانفتاح والتحضر والديمقراطية والاندماج داخل المنظومة العالمية والأخذ والعطاء مع الناس والعالم ونبذ سياسة الرفض والصدام والانزواء ودعم منظمات القتل و(الاغتيالات) في العالم يبقى الأصل فاسداً والطبع مريضاً، والحقيقة أنني أقف حائراً أمام هذه الشخصية وتركيبتها الغريبة، تستغرب لباسه وتشمئز نفسك من غطرسته وكبريائه وتعاليه وسخريته واستحقاره للآخرين وتهميشه لهم عندما يستخدم النساء في حراسته ويلف نفسه بمجموعة من الثياب ويسكن داخل خيمة في بعض مناسباته.. عندما يعيش في وادٍ والواقع والناس في وادٍ آخر.. عندما يخالف الواقع ويعمل أشياء ملفتة غريبة تصل إلى درجة كبيرة من القناعة بأن هذا الرجل مريض عقلياً ومصاب بمرض (الفصام)، لكنه يفاجئك أحيانا بازدواج الشخصية فيسب الغرب واليهود ثم فجأة تجده يرفع رايات السلام ويذهب للتصالح معهم يملؤهم سباً في النهار ويمازحهم ويصادقهم على الطاولات في الظلام، يجوّع شعبه سنوات طويلة، ويقتل طاقاتهم ومواهبهم ويفقرهم ويجعل ليبيا البلد الصغير في مساحته الغني بأهله وثرواته يئن تحت ظلم الحصار وجور أمريكا سنوات طويلة بسبب تفجير الطائرة التي سقطت على لوكربي ثم بعد ذلك يمد يده ويضعها في يد أمريكا عدوه اللدود - كما زعم ظاهراً - وتذهب هذه السنوات العجاف بتسليم (فحيمة وزميله) إلى محكمة (......) الدولية ويبقى راعي الإرهاب وداعمه الأول على كرسيه (يتفلسف) ويتبجح - كعادته - بسبب أمريكا وإسرائيل.
المفاعل النووي جلس سنوات طويلة يجلب له الخبراء من كل مكان حتى أنشأه وأقامه فلما فهم الدرس جيداً ونهاية كل (معتدٍ أثيم) ظالم متغطرس ورأى ما حدث لرئيس العراق (صدام حسين) عندما ابدعت أمريكا في عرض فيلمها السينمائي، وأكملت نهاية المسلسل، وأوصلت الرسالة واضحة إلى القذافي ذهب الى أمريكا خائفاً يرتجف معلناً توبته إلى أمريكا متوسلاً إلى بوش بأن يعطيه كل (مفاعل) نووي عنده ولسان حاله يقول (أبوس ايدك ورجلك بعد يابوش لو تبي تجوِّع كل شعب ليبيا مرة ثانية فليس عندي مانع، أهم شيء أن أستمر على الكرسي وأمارس غطرستي و(سفسطتي) على الناس ووسائل الإعلام).
القذافي شخصية غريبة عجيبة شخصية مليئة بالتناقض والاضطراب.. شخصية تعالت وتجبرت احتقرت وهمشت الآخرين استغلت مكانتها ومنصبها لتروِّج أفكارها السقيمة وآراءها المتخلفة مثل قوله لأهل فلسطين بكل بساطة وسهولة بأن يخرجوا ويعطوا إسرائيل الأقصى لأن الأقصى في نظره يمثِّل مسجداً من حجارة وطوب، من سقف وأسوار، فلا يشكِّل عنده رمزاً مقدساً وتاريخاً، لأن الرجل باع كل شيء فلا يهمه دين أو عقيدة او وطن، لا يهمه إلا نفسه وأن تبقى حية.. يجوع شعب ليبيا، يُقتل المسلمون، وتُنتهك المقدسات.. هذا لا يهم في نظره المهم ان يعيش (القذافي).
القذافي شخصية فيما يبدو لي تحترق في نفسها وتضطرم نيران الحقد والحسد داخلها، ولذلك تلحظه متقلب المزاج، غريب الحركات والأطوار، فهو يريد ان يكون كل شيء.
خالد عبدالعزيز الحمادا- بريدة |