لقد تعودنا من مجامع اللغة العربية بين وقت وآخر عمل مصطلحات لبعض الكلمات الدخيلة على اللغة العربية نتيجة لحالات التأثر بالثقافات الأخرى وهذا العمل لا غبار عليه لأنه يدخل في التأصيل اللغوي الذي يخدم اللغة العربية ولكن الشيء المدهش هو التلاعب بالمصطلحات وتحويلها إلى مذاهب عقدية وهذا ما ينطبق على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله التي هي أساساً قائمة على عقيدة التوحيد والتي يطلق عليها الكثير من المدارس الفكرية الإسلامية بالوهابية ولاسيما بعض الأتراك وخصوم الدعوة ونتيجة للمغرضين وأهل الهوى رسخ هذا النهج واصبح التعامل معه يتم من خلال هذا المصطلح حتى الذين يدافعون عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب أصبحوا يتحدثون من خلال اسم هذا المصطلح وإن كانوا مدركين أن مضامين دعوته تصب في عقيدة التوحيد وأنها ليست مذهباً من المذاهب المعاصرة ولكن استخدامه على مصراعيه والإقرار به يعتبر خدمة تقدم إلى خصوم هذه الدعوة إذا أخذنا بالاعتبار أن الكثير من عامة الناس في العالم الإسلامي يعتمدون على المسميات دون أن يكلفوا أنفسهم قراءة منهج اي دعوة ولاسيما دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لأن الحاقدين عليها وظفوا كل شيء للتضليل عليها فلهذا لابد إلى كل الذين يؤمنون بسلامة منهج هذه الدعوة أن ينطلقوا في كتاباتهم من خلال مصطلح منهج التوحيد كاستخدام الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوة التوحيد وبهذه الطريقة سوف تختفي عبارة الوهابية وسوف تمكن أيضاً الآخرين الذي لم يقرؤوا عن هذه الدعوة من القراءة عنها بشكل جيد مما يجعلهم يتأثرون بها ويدافعون عنها باعتبارها دعوة منطقية تتمشى مع احتياج المسلمين وتطور حياتهم طبقا لتطور الزمن علماً بأن هذه الدعوة لم تكن منغلقة بل فتحت باب الاجتهاد لكل مقتدر عليه مستوفٍ لشروطه وهي حقيقة تعتبر هي الدعوة الوحيدة في العصر الحديث التي استشرفت المستقبل في منهج الوسطية في الدعوة إلى الله بخلاف الدعوات الأخرى التي أهملت الجانب المنهجي السلفي مما جعل كل طروحاتها مرفوضة في معظم العالم الإسلامي ولم يكتب لها النور.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
|