لقد قدم أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه الكثير الكثير للإسلام والمسلمين قبل وبعد ولايته، فمن إنفاق الأموال وحفر الآبار، وتوسعة المسجد النبوي الى جمع القرآن ونشره في الآفاق.. إلخ، خدمة للإسلام والمسلمين، ولكن لم يسلم من (الظالمين) الخارجين، المستأجرين الذين غسلت أدمغتهم وغيرت عقولهم، بمكر وكيد من العدو، الذي نشر شبهاً وروج باطلاً، فتلقفها المستأجرون وصدقها الأغبياء، ورددها الحمقاء وهم يقولون:
- الخليفة ضيع أموال الدولة ولعب بها.
- نَصَّبَ وعَيَّنَ أقاربَهُ.
- أساء للفضلاء وأهل الخير، وأبعدهم ونحاهم عن الولايات.
- تخلف عن مواطن الجهاد (بدر، أحد، صلح الحديبية.. إلخ).
حتى غرسوا في نفوس الآخرين كراهيته، وأصَّلوا بغضه، وغرسوا شجرة الفتنة، وقاموا على سقيه ليقطفه الثائرون، وإن غرسها غيرهم، وسقاها سواهم، فحاصروا الخليفة بمنزله بالمدينة النبوية، ففتح أمير المؤمنين رضي الله عنه لسماحته ولينه باب الحوار والنقاش معهم ولكن لم يجدِ حوار أو نقاش، فذكرهم أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بأعماله وأيامه وما قدمه للإسلام والمسلمين، ولكن للأسف نسوا وتناسوا أعمال الخير والبر والإصلاح، ورددوا الشبه وما الحيلة فيمن هو كالذباب لا يقع إلا على الجرح.
حتى سفكوا دمه ازهقوا روحه ظلماً وعدواناً، فعلوا ذلك طاعة لله وابتغاء مرضاته وغيرة على الأمة (زعموا)، ثم لم ينتهِ أمرهم عند هذا بل استمروا وخرجوا على الخليفة بعده فقتلوه أيضاً وعمت الفوضى وسفكت الدماء وازهقت الأرواح، وها هو التاريخ يعيد نفسه، فلكل قوم وارث، وما أشبه الليلة بالبارحة فها نحن نسمع ونرى من يطعن في ولي الأمر ويضلل العلماء بالشبه التي نشرها أسلافهم زمن عثمان رضي الله عنه، ونسوا وتناسوا أعمال الخير والبر والإصلاح، ورددوا الشبه، والهفوات والأباطيل، وهم على اختلاف مستوياتهم يطعنون في كل مسؤول بمثل هذه الشبه، إن هذه الشبه والأباطيل قديماً وحديثاً هي في الحقيقة الارهاب الفكري (الأسباب) الذي يدعو للارهاب الحسي فالأول هو الاخطر على الأمة واشد فتكاً في عضدها، فهو بذور الشر والثاني ثمارها ونتائجها.
فأولئك في عهد أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه نشروا الكذب وزوروا القول ليكسبوا أوباش الناس ورعاعهم الى صفوفهم حتى قتلوا أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه.
وهؤلاء سلكوا سبيلهم فانتجوا التفدير والتدمير والهلال فهل سنفيق من رقدتنا ونهب من نومتنا لنعرف ماذا يراد بنا وكم من حق يراد به أباطيل.
( * ) المجمعة |