الحلال البغيض
أحمد الخضير ( * )

لقد حرص الإسلام على أن تكون العلاقة بين الزوجين قائمة على الرحمة والعطف والتغاضي عن الأخطاء، ومعالجة ما يمكن علاجه من عوج عند أحد الزوجين، فشرع من الوسائل لمعالجة المشاكل الزوجية ما لو أخذ بها المسلمون لسعدوا واستقامت احوالهم، ولما رأينا اشغال المحاكم بالقضايا الزوجية، ولما رأينا كثرة الخصومات والتدخلات التي قد تكون سببها توافه حقيرة لا قيمة لها ولا وزنا، ربما تعالج الإغضاء والتحمل.
إن بعض الازواج يظن أن التهديد بالطلاق هو الحل الوحيد للخلافات الزوجية والمشكلات الاسرية، فهو لا يعرف من أساليب العلاج، وطرق الحل الا هذا الحلال البغيض.
إن على الزوج إذا احس من زوجته عدم الانقياد لامره، أو عدم القيام بحقه فعليه أن يقوم بوعظها وتذكيرها بحق الزوج ومكانته وأن يحضر لها من الكتب والمحاضرات والخطب ما يجعلها تعود إلى صوابها.
إن الطلاق حين تتعذر المعيشة والتعايش بين الزوجين هو الحل الأخير وهو رحمة من الله للزوجين حينما تتعذر الحياة الزوجية، وتصبح مصدراً للقلق والمشاكل {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ} لكن ينبغي لكل من الزوجين بعد الطلاق أن يتقي الله جل وعلا وأن يتحلى بآداب الإسلام.
فبالنسبة لما كان بينهما من خلاف يجب أن يكون في دائرة النسيان والا يجعل فاكهة تتلذذ بها الألسن في المجالس، وأن يحفظ كل منهما أسرار الآخر فإنه حرام إفسادها.
اما بالنسبة للأبناء فإنه يخطئ الكثير من الناس سواء الازواج أو الزوجات، فإنهم يجعلون الأبناء وسيلة ضغط، بل إن بعضهم قد يربي ابناءه وبناته على كره امهم او العكس من الأم، بل ربما لفق احدهم الأكاذيب على الآخر.
فأين حفظ الحقوق والوفاء بالعهود؟
واين هو الخوف من الله عز وجل؟