من المكتبة الإسلامية................
رجال من التاريخ سير وتجارب علماء الأمة

علماء الإسلام أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، يحملون تاريخ أمة، ويرسمون مواقف شعوبهم من خلال إرث هائل وأعمال رائدة ترسم النور وتضيء مشعل الهدى.
طرحوا أعمالاً تمثل الداء والدواء لواقعهم وحاضرهم، وتطرقوا إلى قصص وحكايات تستخلص منها العبر والفوائد والمواعظ والاعتبار.
عن دور علماء الأمم وقراءة تاريخية وتراثية لهم أصدرت دار طويق عملاً موسوعياً رائداً بعنوان (رجال من التاريخ سير وتراجم من علماء الأمة) للمؤلف محمد بن حامد عبدالوهاب، العمل الذي يحمل في طياته تاريخ علماء الأمة من خلال التطرق إلى سيرتهم الذاتية وواقعهم وعصورهم كمثل رؤية تاريخية، ويطرح واقع علماء الأمة المؤثرين، وما تركوه من ارث شرعي وتاريخي يمثل نقطة ضوء على طريق التقدم والنجاح.
استطاع الكاتب أن ينقلنا من خلال طرح الموضوعات، فيبرز الكثير من الخفايا، ويطرح الكثير من الأخبار والقضايا بأسلوب مختصر ومفيد من خلال الغوص في حياة اثنين وأربعين عالماً أثروا الأمة بعلومهم، وتركوا لنا زاداً ما زال العلماء والباحثون ينهلون منه رغم مرور آلاف السنين.
العمل يحمل بين طياته تاريخ وحضارة رموز علماء الأمة وتاريخهم من خلال قراءة واقعية لأبرز مواقفهم وسيرتهم الذاتية، فمن الأحنف بن قيس وصراحته وبأسه في المعارك، إلى علي بن الحسين وتواضعه وخشيته، إلى سعيد بن جبير وشغفه بالتنقل والرواية وطاعته وسكنه، ثم ينقلنا إلى سيرة الإمام الأوزاعي وتعظيمه للسنة والاتباع حتى قيل عنه: (ما كان أحد بالشام أعلم بالسنة من الأوزاعي). ويطوف بنا في حياة سفيان الثوري وثناء العلماء عليه حتى قيل عنه: (أمير المؤمنين في الحديث)، بل إن ابن عيينة قال: (أصحاب الحديث ثلاثة: ابن عباس في زمانه، الشعبي في زمانه، والثوري في زمانه).الكتاب الذي يرصد تاريخ الأمة الإسلامية وحضارتها، ويعود بنا إلى زيارتها من خلال رصد دقيق لسيرة اثنين وأربعين علماً رسموا المسيرة في عصور مختلفة، عمل يحمل في مجمله الكثير من السير والتراجم لترسم آفاق الطريق أمام العلماء والدارسين في العلوم الشرعية.