* أعدّها وصوّرها - فهد صالح الضبعان .. فلاج عايد التمامي
يُحدثنا الشيخ (صالح العبدالله)، والشيخ مقبل الشلاش وهما من الأشخاص الذين عاصروا المراحل الأربع لشعبة نصاب والدة مدن الشمال (عمراً) الواقعة على الطريق الدولي ذي المسارين الرابط شرق المملكة بغربها لكونها أول بلدة تأسست قبل 60 عاماً وأسسها محمد سليمان البرقان ومحمد سليمان العويد (من أهالي محافظة الرس) رحم الله من توفي منهم وأبقى الباقين.. وكانت بئراً مائية لشركة الزيت العربية على الحدود الشمالية من مملكتنا الغالية لسقيا قوافلها المختصة في إنشاء وصيانة خط الأنابيب أو لسقيا البدو الرحل.
هذا الموقع بدأ يتحول إلى هجرة بادية.. بيوت شعر، ثم بيوت طينية، حتى أصبحت قرية ومن ثم التقينا بعدد من سكانها والذين عاصروها منذ النشأة حتى يومنا هذا.. وكان يسكنها الكثيرون من العوائل التي تنتمي إلى عدة قبائل ولكنهم يعتبرون أنفسهم (عائلة واحدة وجسداً حقيقياً على بساط الواقع وليس على جنبات الأوراق وحبر الأقلام) إذا غاب عائل فكلهم للأسرة عائل وإذا مرضت أمٌ على مولودها فكل النساء أم لهذا الطفل، ويتضح ذلك من تقارب هذه العوائل (بالرضاعة) فتجد ان الشخص له أكثر من والد ووالدة لكون ذلك الوقت لا يُعرف حليب مجفف أو معلب.
كان أهلها يعيشون في سعادة بالغة بعيداً عن الشحن والضغينة وكان الشخص منهم عندما يذبح ذبيحة فان الجميع تصله (طعمة) منها والطعمة شيء من الأرز واللحم ويسمى (حق)، وكان جدولهم النهاري والليلي يبدأ من الصباح.. دوام في مراكز الإمارة لكونه لا يوجد في ذلك الوقت إلا امارة أو في (الدكان) وبعد الظهر قيلولة ثم العودة للمتجر أو الدكان وكانت هناك مساحة أمام هذه الدكاكين يتسامرون فيها أطراف الحديث رغم وجود عشرات المحلات بجانب بعضها، وفيها أصناف متشابهة وعند اتجاه شخص (ما) يريد حاجته من دكان أحدهم يذهب إليه أقربهم مجلساً ليبيعه السلعة من دكان صاحبه ثم يأتي بالقيمة النقدية ويسلمها لصاحبه عداً ونقداً وفي الليل تبدأ السمرة (أو التعللة) حتى ما بعد صلاة العشاء فقط لكون وجبة العشاء تُقدم بعد المغرب مباشرة أما النساء فانهن يذهبن إلى بعضهن (مسايير) أي زيارة ويجتمعن في الشارع فوق كثبان رملية يتبادلن أطراف الحديث حتى عودة الرجال من صلاة العشاء.. أشياء كثير وذكريات جميلة، وهناك عوائل رحلوا من هذه المدينة إلى مناطق أخرى كالعاصمة الرياض وحائل والخرج ورنية والخرمة وحفر الباطن والدمام وهذا يدل على تعداد القبائل بها.
|