* صنعاء -الجزيرة - عبدالمنعم الجابري:
تزايدت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة في اليمن حوادث الانتحار في صفوف المواطنين اليمنيين وبالذات الشباب من الذكور والاناث.. وفي هذا الاطار كشفت مصادر رسمية في صنعاء أن سبع عشرة حادثة انتحار ومحاولة انتحار سجلت خلال اربعة أيام في عدد من المحافظات اليمنية، وحسب المصادر فإن من بين هذه الحالات التي سجلت في مايو المنصرم خمس حالات انتحار و12 حالة محاولة انتحار.. مشيرة إلى أن 11 حالة كانت في أوساط الذكور وست حالات من الإناث.. ثلاث انتحرن، بينهن طالبتان الأولى في التاسعة عشرة من العمر والثانية في الرابعة عشرة وثلاث إناث أمكن إسعافهن.. ومن بين المنتحرات الإناث امرأة تبلغ من العمر 80 عاماً من منطقة زبيد بمحافظة الحديدة والتي أقدمت على إشعال النار في نفسها.. وكانت أسباب الانتحار أو محاولات الانتحار خلافات أُسرية بالنسبة للإناث وحالات نفسية فيما يخص الذكور.. أما الوسائل المستخدمة فتوزعت بين الشنق والحريق وتناول مواد سامة أو كميات كبيرة من حبوب الأدوية.
ووفقاً للتقارير فإن تصاعد نسبة هذه الحوادث في أوساط المجتمع اليمني بمعدلات كبيرة قد جعل من (الانتحار) ظاهرة مقلقة ومثيرة لكثير من التساؤلات لدى مختلف الجهات الرسمية والهيئات والمنظمات المعنية.
هذا وتشير تقارير رسمية إلى أن ظاهرة الانتحار في اليمن أخذت تبرز وتتصاعد منذ عام 1994م، وبحسب هذه التقارير فقد وصل عدد المنتحرين من المواطنين اليمنيين منذ عام 1994م حتى منتصف العام الجاري 2004م إلى ما يقرب من 1500 حالة مسجلة لدى السلطات الرسمية.
وكما يرى باحثون اجتماعيون واخصائيون في علم النفس، فإن الأوضاع المعيشية تُعد من الأسباب والعوامل الرئيسة وراء تزايد ظاهرة الانتحار في الجمهورية اليمنية، ويقول هؤلاء إن تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن منذ عام 1994م إضافة إلى الإجراءات التي أخذت الحكومة اليمنية تنفذها في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري بهدف وقف ذلك التدهور.. وهي الإجراءات التي تضمنت رفع الدعم الحكومي للسلع الأساسية والخدمات المختلفة مما نتج عنه زيادة هائلة في أسعار جميع السلع والخدمات ومن ثم زيادة معدلات البطالة والفقر.. كلها عوامل أدت إلى تفاقم الأوضاع المعيشية بصورة جعلت البعض ممن ينتمون إلى الشرائح الاجتماعية الفقيرة ومحدودة الدخل يشعرون بعدم القدرة على التعامل مع هذه المعطيات الحياتية الجديدة.. ومن ثم ونتيجة لما تخلقه صعوبة الظروف المعيشية من آثار وعوامل نفسية فإن بعض هؤلاء ومع قلة الوعي وضعف الوازع الديني لم يجدوا وسيلة لمواجهة ذلك غير الهروب واللجوء إلى الانتحار.
|