* واشنطن - أ ف ب:
أعلن رئيس لجنة التحقيق الأمريكية المستقلة في اعتداءات الحادي عشر من ايلول - سبتمبر 2001 الجمهوري توماس كين أمس أن اللجنة ستُسلِّم البيت الأبيض تقريرها النهائي في غضون شهر تقريباً، من دون أن يحدد تاريخاً، وذلك في ختام يومين من جلسات الاستماع التي عقدتها اللجنة.
وقال كين (حاولنا أن نكون شفافين بالقدر الممكن)، مشيراً إلى أن اللجنة ستخرج بتوصيات تهدف إلى (جعل هذه البلاد أكثر أمناً).
وأضاف (علينا أن نفعل ما يجب فعله لكي لا يتعرض أمريكيون آخرون للمصير نفسه) الذي لقيه ثلاثة آلاف شخص قضوا في الاعتداءات التي نفذها تنظيم القاعدة عبر خطف طائرات وتفجيرها في أهداف أمريكية.
وقال نائب رئيس اللجنة لي هاملتون: إن دور الفرنسي زكريا الموسوي، المتهم الوحيد في قضية الاعتداءات في الولايات المتحدة، كان يقضي بالحلول محل أحد أفراد المجموعة التي نفذت الاعتداءات في حال تخلفه. وأوضح التقرير أن العمليات الانتحارية بالطائرات المخطوفة في 11 ايلول - سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، فاجأت الدفاع الجوي الأمريكي الذي اضطر إلى ارتجال إجراءات طارئة غير فاعلة، بحسب ما أفاد تقرير أولي أعدته لجنة تحقيق أمريكية مستقلة ونشر أمس الخميس.
وقال التقرير الواقع في 29 صفحة: إن تصرف الإدارة الفدرالية للطيران وقيادة الدفاع الجوية لشمال أمريكا كان يستند إلى فرضية حصول عملية خطف اعتيادية وليس إلى استخدام الطائرات لتفجيرها في أهداف.
وقال التقرير (في صباح 11 ايلول - سبتمبر، لم تكن الخطط المعتمدة متكيفة بأي شكل مع ما كان حدوثه وشيكاً).
ويصف التقرير الفوضى التي سادت على مستوى قيادة الدفاع الجوي والرد الفوضوي على عمليات خطف أربع طائرات، بينها اثنتان انفجرتا في برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وثالثة انفجرت في وزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن والثالثة في حقل في بنسلفانيا، مما أدى إلى مقتل حوالي ثلاثة آلاف شخص.
على مستوى المدنيين، تأخر المسؤولون في التحرك وفي إنذار العسكريين خلال حصول الاعتداءات، الأمر الذي زاد من صعوبة تحديد مواقع كل الطائرات المخطوفة، ولا سيما أن الخاطفين اطفأوا الأجهزة اللاقطة التي تبث إشارات تسمح بتحديد موقع الطائرة، في ثلاث من الطائرات المخطوفة.
وأكبر دليل على غياب الاستعداد لمواجهة مثل هذه الاعتداءات ما أعلنه رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الجنرال ريتشارد مايرز الخميس أمام اللجنة لجهة أن المؤشرات التي تلقاها العسكريون الأمريكيون قبل الحادي عشر من ايلول - سبتمبر حول تهديد إرهابي، كانت توحي بأن هذه الاعتداءات ستحصل في شبه الجزيرة العربية وليس على الأراضي الأمريكية.
كما يصف التقرير المأساة في البيت الأبيض عندما أمر نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بإسقاط الطائرة التابعة لشركة (يونايتد ايرلاينز) أو الرحلة رقم 93، التي كان الخاطفون يتجهون بها إلى واشنطن، في وقت كان الرئيس الأمريكي جورج بوش يقوم بزيارة إلى مدرسة في فلوريدا. وقد تحطمت الطائرة في نهاية الأمر في بنسلفانيا بعد مواجهة عدد من الركاب للخاطفين. وأدرك مراقبو الملاحة الجوية في برج المراقبة في بوسطن الساعة 8.21، أن الطائرة الأولى، أي الرحلة 11 التابعة لشركة (أمريكان ايرلاينز)، مخطوفة، إلا أنهم لم يبلغوا العسكريين إلا بعد 16 دقيقة، أي في الساعة8.37. وتلقت طائرات (اف 15 ) التي أرسلت لاعتراض الطائرات المخطوفة الأمر بالاقلاع الساعة 8.46 في الوقت ذاته الذي كانت فيه الطائرة الأولى تصطدم بأحد برجي مركز التجارة العالمي، علماً أن طياري المقاتلات الأمريكية لم تكن لديهم أي فكرة حول طريقة التصرف عندما يصبحون في الجو، أي بعد سبع دقائق من صدور الأمر.
|