* بغداد - الوكالات:
قتل 35 شخصا وجرح 127 آخرون بينهم امرأة في اعتداء بسيارة مفخخة صباح أمس الخميس امام مركز تجنيد للجيش العراقي الجديد في بغداد. ويعتبر التفجير من بين الاعتداءات الأكثر دموية في العراق.
وقال الضابط خالد جمال سعيد في مكان وقوع الاعتداء: إن (انتحاريا ربطت يداه بالمقود اقتحم بسيارته المحشوة بالمتفجرات حشد الناس الذين كانوا ينتظرون أمام المركز).
من جهته، قال عبد المنعم محسن مسؤول الطوارئ في مستشفى الكرام: إن (تسع جثث سلمت إلى المستشفى الذي استقبل 47 جريحا بينهم امرأة). وكان قد تحدث في وقت سابق عن نقل ثماني جثث وأربعين جريحا.
وأكد مدير مستشفى الكرخ عبد الهادي عبد الأمير للصحافيين أن (جثث ستة قتلى وليس سبعة - كما ذكر سابقا - وثلاثين جريحا نقلوا إلى المستشفى). وفي مستشفى اليرموك، قال المسؤول عن سجل الوفيات علي الرسول: إن 17 جثة نقلت إلى المستشفى، في حين قالت الطبيبة رنا عبد الكريم: إن (خمسين جريحا نقلوا إلى المستشفى). وكان المركز نفسه قد تعرض لاعتداء في 11 شباط - فبراير أسفر عن مقتل 47 عراقيا. وبعيد الانفجار، شاهد مراسل فرانس برس جثثاً على الأرض، في حين نشطت فرق الإنقاذ في إجلاء الجرحى.
وقال الشرطي سعد نافع الذي كان في مكان الحادث: إن (الانفجار نجم عن سيارة مفخخة لا نعرف نوعها ولم يبق منها سوى المحرك ومقياس السرعة).
وأضاف أن السيارة (كانت معبأة بقذائف مدفعية وتم تفجيرها أمام باب مركز التجنيد).
وصرح عريف سابق في الجيش العراقي جاسم جاسم (32 عاما): (كنا حوالي مئة شخص أمام مركز التجنيد وكان الضابط يتلو قائمة بأسماء الأشخاص المؤهلين لإجراء الفحص الطبي في 26 حزيران - يونيو، عندما وقع الانفجار). وأوضح الضابط في الجيش الجديد سعد عيدان (أنه هجوم ضد الجيش الجديد. هاجموا مركزنا بسيارة مفخخة ونعمل على إنقاذ الجرحى). وقال العديد من الجرحى: إن الأشخاص الذين كانوا ينتظرون عند مدخل المركز الواقع قرب المقر العام لسلطة الائتلاف وقرب مطار المثنى كانوا إما عاطلين عن العمل وإما عسكريين سابقين في الجيش القديم يقصدون المكان يوميا لمعرفة ما إذا كانت طلبات انتسابهم في الجيش الجديد قد قبلت. وروى العامل محمد حبيب (22 عاما) الذي أصيب بجروح في الرأس (مر أسبوعان وأنا آتي كل يوم إلى هنا؛ لأنني قدمت طلبا للانتساب إلى الجيش الجديد).
وأضاف أن (عقيدا في الجيش كان يتلو قائمة الأسماء المقبولة للفحص الطبي في 26 حزيران - يونيو عندما وقع الانفجار).
ومن جهته، صرح متحدث عسكري أمريكي بأن الاعتداء يحمل بصمات مجموعة الأردني أبي مصعب الزرقاوي الذي تعتبره الولايات المتحدة (المشتبه الأول) في لائحة طويلة من الاعتداءات الدامية في العراق. وقال الضابط رفيع المستوى: إن هجمات عدة وقعت الشهر الحالي (يمكن أن تنسب إلى مجموعته).
من ناحية أخرى، حمّل رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي (دولا خارجية) مسؤولية العملية الانتحارية. وقال علاوي للصحافيين: إن (هناك دولا خارجية تحاول النيل من العراق) مؤكدا أن (هذه العملية الجبانة لن تثني العراقيين (عن السير) نحو السلام والاستقرار).
وأضاف أن الاعتداء اليوم (دليل آخر على أن هناك قوى تحاول النيل من الشعب العراقي) معربا عن (الأسف للضحايا العراقيين) في العملية.
وأكد علاوي (لن نسمح بإيذاء أبناء العراق ونحذر هذه الفئة من ارتكاب محاولات أخرى). وكان ضابط عراقي صرح لوكالة فرانس برس بأن انتحاريا أوثقت يداه بمقود السيارة نفذ العملية الانتحارية.
|