في مثل هذا اليوم من عام 1953، قام الاتحاد السوفيتي بإصدار الأوامر لفرقة مسلحة كاملة تابعة لقواته في برلين الشرقية بقمع الثورة التي قام بها العمال والمعارضون للحكومة في ألمانيا الشرقية. ومثل هذا الهجوم الروسي سابقة للتدخل في المجر عام 1959 وفي تشيكوسلوفاكيا عام 1968 .
هذا وقد بدأت حركة التمرد في برلين الشرقية من قبل عمال البناء الذين خرجوا إلى الشوارع في 16 يونيو-حزيران عام 1953 احتجاجاً على الزيادة المفروضة عليهم في العمل من قبل الحكومة الشيوعية في ألمانيا الشرقية. وفي اليوم التالي، زاد عدد العمال المتذمرين والمنشقين ضد الحكومة إلى ما بين 30,000 و 50,000 عامل.
وقد أصدر زعماء المعارضة نداء لعمل إضراب عام والمطالبة بإقالة الحكومة الشيوعية في ألمانيا الشرقية وإجراء انتخابات حرة. وقد هبت القوات الروسية بسرعة ومن دون إنذار. وداهمت القوات بدباباتها وعرباتها المصفحة حشود المعارضين. وقد حاول بعض المعارضين التصدي لهم بيد أن الغالبية لاذت بالفرار قبل الانقضاض عليهم. وقدر المسؤولون في الصليب الأحمر في برلين الغربية أعداد القتلى ما بين 15 و 20 قتيلا وعدد الجرحى أكثر من 100 .
وقد أعلن قادة القوات العسكرية الروسية الأحكام العرفية. وبحلول مساء 17 يونيو-حزيران تم تفريق المظاهرة وعاد الهدوء مرة أخرى. وفي واشنطن، أعلن الرئيس دوايت إيزنهاور أن الأعمال الروسية الوحشية تتنافى مع الدعاية الروسية التي تزعم أن المواطنين في ألمانيا الشرقية سعداء بحكومتهم الشيوعية. ووصف قمع المتظاهرين بأنه (درس جيد عن معنى الشيوعية). ووجدت الدعاية الأمريكية مخرجاً في أوروبا، وقالت المحطة الإذاعية لصوت أمريكا (إن عمال برلين الشرقية قد سطَّروا صفحة مضيئة في تاريخ ما بعد الحرب. لقد قاموا للمرة الأولى على مر التاريخ بفضح الطبيعة الاحتيالية لأنظمة الحكم الشيوعية).
هذا ولم يكن لتلك الانتقادات تأثير كبير للسيطرة السوفيتية على ألمانيا الشرقية التي ظلت معقلا للشيوعية حتى سقوط الحكومة في عام 1989 .
|