Thursday 17th June,200411585العددالخميس 29 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

المال والغنى أولاً أم فارس الأحلام؟! المال والغنى أولاً أم فارس الأحلام؟!
فتيات يفضلن (العواجيز) هرباً من جحيم الأسر

*نجران - أحمد معيدي:
من منا لم يسمع المثل القائل (في الصيف ضيعت اللبن) والذي يدور حول فتاة متزوجة من عجوز غني ولكنها تركته في الصيف لأجل عيني شاب فقير وعندما قرصها الجوع ولم يجد الشاب وسيلة لاطعامها أو جعلها تعيش المستوى الذي اعتادت عليه عادت تبحث عن اللبن الذي سكبته في الصيف وتركته ورحلت إلا أنها لم تجده.
هذه المرة جاء المثل معكوساً فالفتيات تنازلن عن الشباب والصحة والأحلام بحياة سعيدة متوافقة يسودها الوئام مقابل لبن العواجيز.
حيث وفي ظاهرة قل أن تتكرر تزوجت أكثر من عشرين فتاة لم تتجاوز أعمارهن السابعة عشرة من أشخاص أصغرهم في الخمسين من عمره.
(الجزيرة) شهدت بعض وقائع هذه الأعراس والتي كان أولها زواج شخص يدعى علي (60 عاماً) من فتاة في السابعة عشرة. حيث وافقت الفتاة (امنة) على الزواج من (علي) العجوز صاحب المال والأملاك رغم معرفتها برغبة ولد عمها بالزواج منها.
حيث قالت امنة: لو انتظرت ابن عمي لاصبحت عجوزاً قبل أن أتزوج وذلك لأنه فقير ولا يملك عملاً ولذلك آثرت أن أتزوج من العجوز رغم معرفتي بانه متزوج من ثلاث أخريات ولكن ما الضير في ذلك إن كان سيؤمن لي حياة كريمة ويغنيني عن الحاجة إلى الناس.
لن أصبر
مريم في السابعة عشرة تزوجت هي الأخرى من عجوز لم يعد يملك حتى الأسنان وأصبح لا يسير إلا وأدوية الضغط والقلب في جيبه ومع ذلك رضيت به لأنها تقول إن الفقراء من أمثالي ليس لهم الحق في أن يحبوا أو يحلموا بفتى يأتي على حصان أبيض ليختطفني ويسكنني عالم الخيال. فالأوضاع المادية السيئة لهؤلاء الشباب بالاضافة إلى مزاجهم المتقلب جعلتني أفضل العجوز الذي سيرعاني ويتكفل بي وبأسرتي.
هربنا من زوجة أبي
وهو الحال بالنسبة لليلى وسميرة وهما اختان زوجهما والدهما قبل مدة من عجوزين خارج المنطقة مقابل مهر كبير يتجاوز الربع مليون حيث هربا من جحيم زوجة الأب القاسية التي حولت حياتهما إلى كوابيس وحرمتهما من متعة الحياة.
ورغم أن زوج سميرة لم يمكث معها إلا بضعة أشهر وبعدها توفي إلا أنها وبعد أن عادت إلى منزل والدها وقضت فترة العدة طلبت من والدها ان يبحث عن عريس بمواصفات الزوج السابق وهو ما تم بالفعل وغادرت سميرة بعد أن قبض والدها ثمنها بانتظار ما ستسفر عنه حياتها الجديدة.
بعد وفاة الوالدة
زهبه وفاطمة اختان ايضاً توفيت أمهما نتيجة المشاكل التي كان يسببها والدهما والذي كان يعتدي عليها بالضرب أمامهما وعندما مرضت تركها دون علاج حتى ماتت وهو ما دفعهما إلى القبول بأول عريسين لكي يفرا من جحيم الأب الظالم وليغادرا المنطقة التي يوجد بها ورفضتا كل عروض الزواج التي عرضت عليهما وكانت النتيجة أن قبض الوالد مائتي ألف ريال فيما ذهبت الفتاتان إلى السجن الاختياري رغبة منهما في بدء حياة جديدة بعيدة عن تأثير الماضي الذي انعكس عليهما بسلبيته المفرطة.
ورغم أن الظاهر من هذه الزيجات انها تمت برضى النساء الصغيرات إلا أنها في الواقع تمت تحت ضغوط نفسية واجتماعية جعلتهن يتخذن هذه الوسيلة كمسكن لنسيان الواقع المر الذي عشناه ولو مؤقتاً.
تنتهي بالطلاق
الأخصائية الاجتماعية والباحثة فاطمة القحطاني أوضحت ان هذه الزيجات غير المتكافئة غالباً ما تنتهي بالطلاق أو على اقل الاحتمالات بقاء هؤلاء الفتيات كسجينات في الأقفاص الذهبية التي اخترنها لأنفسهن مع أشخاص يفترض بهم من البداية اختيار الشريكة المناسبة عمراً ومجتمعاً.
فعلى سبيل المثال يسيطر الشك على بعض الأزواج من هذه الفئة ربما نتيجة ضعف فيه ويشرع بمراقبة زوجته وحساب سكناتها وحركاتها إما نتيجة لوسوسة شيطانية أو وشاية حاقد أو ربما تصرفات الفتاة المراهقة نفسها التي تريد أن تعيش سنها بكل ما يحتويه من حيوية وهو مالا يستطيع هذا المسن مجاراته أو التكيف معه ومن هنا تبدأ المشاكل.
وهناك جانب آخر مؤثر في هذا التعايش وهو جانب الأسرة لكل من العروس التي زوجها ذووها في الغالب عن طمع وجانب أسرة الزوج، أهله واخوته وأبناؤه ان كان سبق له الزواج والذين يحرصون على ألا تذهب ممتلكاتهم وثروتهم إلى فتاة صغيرة طامعة حسب رأيهم منها يبدأ الصراع والدسائس بين الأسرتين.
ونادراً ما تنجح مثل هذه الزيجات المبنية على المصالح من كلا الطرفين من طرف الفتاة التي باعت شبابها لعجوز يسير بالحبات الزرق وبين عجوز يريد اثبات فحولته ودفع ثمن البضاعة كاملاً،
وكثيراً ما نسمع عن نهايات غير حميدة لمثل هذا النوع من زواج المصلحة، وساعتها ستكون هي الخاسرة من الطرفين حيث ستعيد ما دفعه الزوج وستحصل على لقب مطلقة وهي في سن صغيرة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved