*استطلاع - سلطانة الشمري:
يعد القسم النسائي بمصلحة الإحصاءات العامة بالرياض من الأقسام النسائية التي لا يخضع عملها للروتين ولا يرتبط بمواسم معينة.. فالعمل على قدم وساق طيلة العام.. (الجزيرة) قامت بزيارة لهذا القسم، ووقفت خلالها على طبيعة العمل والمهام الوظيفية. ولتسليط الضوء على مساهمته في مشروع التعداد العام للسكان والمساكن الذي من المقرر بدء مرحلته الفعلية مطلع شهر شعبان القادم كان لنا هذا الاستطلاع:
بدايةً التقت (الجزيرة) مشرفة القسم النسائي بمصلحة الإحصاءات العامة مي حلواني التي قالت: ان القسم افتتح عام 1406هـ بهدف القيام بدور مهم ورئيسي في دعم العمل الاحصائي، خاصة مركز الحاسب الآلي. ويضم القسم ثلاث وحدات: وحدة البرمجة، وحدة ادخال البيانات، وحدة السكرتارية والمساندة. وتعمل به 53 موظفة. يقوم القسم بالمشاركة في اعداد البرامج وادخال البيانات الخاصة بالمشاريع والأبحاث الاحصائية.أما الخدمات التي يقدمها القسم للسيدات فإنه يقوم بخدمة الباحثات عن الاحصائيات، وكذلك الراغبات في الحصول على الاستبيانات عن عدد العاملات في بعض القطاعات الوظيفية، فنقوم بتعبئة الاستمارات لهن، أيضاً الدارسات اللاتي يرغبن في الحصول على مؤشرات عن الأرقام القياسية والأبحاث الاحصائية في المملكة.أما الصلاحيات الادارية الممنوحة للإدارات النسائية في المملكة فتعتمد على دور هذه الادارة داخل المنظومة الادارية، وهذا أيضاً يعتمد على ثقة رؤساء العمل في القرارات المتخذة، ومدى ملائمتها وصوابها وخطئها.. أما من الناحية الفنية فكما ذكرت سابقاً ان أساس عملنا هو البرمجة وادخال البيانات، فالمشاريع تأتينا من الادارة المعنية لنقوم بإدخالها في الحاسب الآلي، كما نقوم بكتابة وتصميم العديد من البرامج التطبيقية وبعض أعمال النسخ.
*****
نحل الإشكالات
بعد ذلك التقينا مشرفة وحدة البرمجة موضي الشيخ التي تحدثت عن وحدة البرمجة فقالت: عندما ننتهي من عملية البرمجة تأتي عملية الإدخال، فيكون هناك إشراف من الادارة المعنية على طريقة الادخال، أو في حالة مصادفة بعض المشكلات يمكن حلها لديهم في بعض البرامج. أما عن المهارات المطلوبة لموظفة البرمجة، وهل الإلمام باللغة الانجليزية شرط أساسي؟ فقالت مشرفة القسم مي حلواني: ينبغي أن يكون للموظفة حد أدنى من اللغة الانجليزية في استخدام الحاسب الآلي؛ لأن مدخلة البيانات عندما تتعامل مع الشاشة وتصادف مشكلة ما فإنها تضطر للاستعانة بالآخرين لحل المشكلة، والإلمام باللغة الانجليزية يجنبها ذلك، الى جانب أن عملها سيصبح أكثر كفاءة وأكثر فعالية، لذلك نعمل الآن من أجل التحاق الموظفات بدورات لغة انجليزية.
ثلاث مراحل
عن مساهمة القسم في مشروع التعداد السكاني قالت مي حلواني: بدأت مصلحة الاحصاءات العامة بالعملية التحضيرية للتعداد من عام 1422هـ على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: تحديث دليل المسميات السكانية.
المرحلة الثانية: ترقيم البلكات في المدن.
المرحلة الثالثة: تعداد الأفراد.
والمرحلة الفعلية هي التي ستكون في مطلع شهر شعبان القادم. أما في التعداد الماضي فكانت مشاركة القسم من خلال قيام القسم بجولات ميدانية لجميع المرافق النسائية، أما التعداد الحالي فساهم القسم في البرمجة الى جانب العمل الميداني والى جانب ادخال البيانات، وساهمت وحدة البرمجة النسائية مساهمة كبيرة جداً في عملية البرمجة، وهو شيء جيد بالنسبة للموظفات، ويعد تطوراً كبيراً.
أما مشرفة وحدة الإدخال أسماء الفالح فقالت: نحن الآن في آخر عمليات ادخال البيانات، فقد أنهينا إدخال مرحلة ترقيم المباني والمساكن والأسر، وبدأنا بحصر المنشآت. وفي المرحلة القادمة نبدأ في ادخال حصر عدد الأفراد.
مشاريع أخرى
ولكن هل ينحصر عمل القسم في عملية التعداد السكاني فقط، أم أن هناك مشاريع أخرى تقوم بها؟ عند ذلك تقول مي حلواني: ان لدينا أعمالاً أخرى غير التعداد، فعندما ننتهي من هذه المرحلة فليس معناه أن ننتظر الى شعبان القادم بلا عمل، فوحدة البرمجة مثلاً ستبدأ في المساهمة في عملية برمجة برامج التعداد النهائي، ولدينا كذلك مشاريع أخرى غير التعداد مستمرة طوال العام، فهناك التجارة الخارجية، الأسعار والأرقام القياسية، والأبحاث الاقتصادية وبعض الأبحاث الاجتماعية. بالإضافة الى انه لدينا مشاريع تتكرر كل سنة أو كل ثلاث سنوات أو خمس سنوات؛ كالانفاق الاستهلاكي، والبحث الديموغرافي، ويتطلب انجاز أي مشروع منهما ما بين ثلاثة الى أربعة أشهر.
وتتحدث موضي الشيخ عن التجارة الخارجية موضحة بأن جميع ملفات وبيانات التجارة الخارجية من تنظيم واعادة تنظيم يقوم بها القسم النسوي الذي هو في الاساس موجه لهذا المشروع، ولا يحتمل العمل في هذا الجانب أي تأخير.
وعن وجود قصور في فهم أهمية التعداد السكاني تقول مي حلواني: لا بد من تكثيف وسائل الاعلام لبرامج التوعية بأهمية التعداد والهدف منه، فهنالك من يزيد أو ينقص في عدد أفراد عائلته، والبعض من الناس لم يستوعب أن البيانات التي تجمع في عمليات الاحصائيات فقط، ويعتقدون انه يمكن ان يستدل بها على أشياء أخرى، في حين أن هذه المعلومات تكون في سرية تامة، ولا يمكن الاطلاع عليها نهائياً، لذلك لا بد من تكثيف وسائل الحملات الاعلامية وخاصة عبر التلفاز.
أما موضي الشيخ فتقول: هناك للأسف من المواطنين مَن لم يقُم بإضافة أولاده في بطاقة العائلة، كما ان حفيظة النفوس ليست وسيلة علمية لجمع البيانات في الأبحاث والتعدادات الاحصائية، والمرجو ان يتعاون الجميع في اعطاء المعلومة الصحيحة وليس العكس.
وعلقت مي حلواني قائلة: أولاً العملية الاحصائية تطوعية، وأي محاولة لإجبار رب الأسرة على تقديم وثائق تثبت صحة بياناته معناه فقدان للثقة بين الباحث والمستجوب، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن التوعية الاعلامية تلعب دوراً رئيسياً في حث المواطنين والمقيمين على تزويد مندوب التعداد بالبيانات الصحيحة، وكما تلاحظون ان حملة التوعية بدأت تدريجياً، ومن المتوقع أن تصل ذروتها مع بدء مرحلة العد الفعلي، إلا أن تجربة المصلحة السابقة تؤكد تفاعل المواطنين والمقيمين وتزويدنا بالبيانات الصحيحة.
|