قرأت مقالة الدكتور عبدالرحمن بن ناصر بن سعد الداغري بعنوان (جامعة البنات.. وعي المرحلة، وتميز الحضارات) وذلك بصفحة الرأي بعدد الجزيرة 11574 الصادر يوم الأحد 18 من ربيع الآخر 1425هـ ص42 فأدركت من خلالها دقة انتقاء العبارات وقوة الأسلوب وحسن صناعة الجمل. والتميز في الطرح. والدكتور الداغري حديث عهد بنيل شهادة الدكتوراه وبهذه المناسبة أهنيه على حصوله الشهادة ومرتبة الشرف. ولمعرفتي التامة به أثق تماماً أن الدكتوراه تفخر به وأمثاله فهو علم تعتز به مدينة الدلم بالخرج كواحد من أبنائها البررة فقد ولد وترعرع بها وهو أيضا ابن من أبناء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث درس المرحلة المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي بالدلم التابع لها ثم درس في كلية اللغة العربية ثم حصل على الماجستير فالدكتوراه من نفس الكلية بالجامعة ويعمل بها ولا يزال.
وهو خطيب مفوه أحرص على حضور خطبه المركزة والموجزة التي تحاكي الحدث وتخرج منها بعظات وعبر. وجامعه في حي الصحنة بالدلم يكتظ بالمصلين في ساعات مبكرة طلباً للأجر واشتياقاً وتلهفاً لما يطرح في الخطبة التي تشد الحاضرين بالسجع والأسلوب السهل الذي يشنف الآذان ويحيي القلوب بصوته الشجي.
إن (أبوأسامة) رجل فاضل يحبه الجميع يأنسون له ويأنس لهم. وأخلاقه العالية زرعت في قلوب الناس الحب له وهو فعلاً يستحق ذلك. إن مقالة الدكتور الداغري تعبر عن شعور الجميع حيال وجود جامعة للبنات في الرياض الذي يدل الإعلان عنها عن وعي رشيد بحساسية المرحلة واستقلاليته حفاظاً على الفضيلة وتحقيقاً للمصالح مع درء المفاسد، وهذه خطوة مباركة في الاتجاه الصحيح لتكريم المرأة السعودية يحقق لها خصوصيتها وصيانتها.
ولقد أبدع الدكتور عندما ذكر أن اليوم جامعة.. وغداً - بإذن الله - كليات طب وصيدلة وتمريض تخص البنات. يتبعها مستشفى جامعي قوي وعيادات ومستشفيات نسائية تكون نموذجا حضاريا متميزاً. إنها تطلعات وطموح يتمناها الجميع.
ويسعى إلى تحقيقها ولاة الأمر أعزهم الله لمسايرة التطور والرقي الذي تعيشه مملكتنا الحبيبة.
إن هذه الجامعة نواة وانطلاقة لجامعات أخرى في مناطق المملكة. وتوجه إلى إيجاد كليات متخصصة في المحافظات والمراكز كالخرج والدلم مثلاً حيث نجد أن كلية البنات في الدلم بحاجة إلى استقلالية إدارياً عن كلية التربية بالخرج وفتح أقسام جديدة فيها ورفع إمكاناتها لتخرج معلمات لمختلف المراحل وعدم التقيد بمرحلة الابتدائية وفتح المجال للدراسات العليا للماجستير والدكتوراه.
إن إقامة جامعة للبنات تفعيل لدور المرأة وتشجيع لها على طلب العلم والدراسات العليا والإسهام في العمل لخدمة وطنها وأمتها.
وهذه نتيجة حتمية لما وصلت إليه المرأة في درجات التعلم والنجاح الذي حققته في المجالات المختلفة.
إن قرار إيجاد جامعة البنات من القرارات الحكيمة المدروسة بعناية وتوجه سليم للقيادة الرشيدة ولها الأثر الطيب في النفوس وطريق نحو الإبداع وتحقيق الطموحات، إن التخصص هو التوجه المطلوب لهذا العصر وإن التخصص الذي يوافق طبيعة وعمل المرأة هو غاية المنى والمراد مما ينم عن سمو الهدف وحرص القيادة على تأكيد خصوصية المرأة السعودية آملين النجاح والتوفيق لهذه الجامعة المباركة في ظل الدعم والمؤازرة من قيادتنا الرشيدة لكافة قطاعات الدولة وجامعاتها.
حمد بن عبدالله بن خنين/باحث بمجلة وزارة العدل - الرياض |