Thursday 17th June,200411585العددالخميس 29 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

شبح التقاعد شبح التقاعد
د. زيد بن محمد الرماني/عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الحياة مسرح كبير, كل واحد فيها يمارس أدوارا محددة يكمل بعضها بعضاً، ولكنها تختلف عن حياة المسرح التمثيلي في أن فصولها لا يعلم نهايتها إلا الله عز وجل. فلماذا نحن البشر نحدد انتهاء حياة الإنسان؟ الإجابة هي أننا أصبحنا ننظر لهذا الإنسان كنظرتنا للآلات، والأجهزة لها تاريخ يحدد عمرها ونهايتها, فبالتالي أصبحنا نقيس معظم سلوكياتنا على هذا الأساس.
فوضع الإنسان لنفسه الكثير من النظم والقوانين التي اعتقد أنها تنظم حياته وتسيّرها على الوجه الأمثل. إلا أنه خاب في بعضها, وقد يكون نجح في بعض آخر.
التقاعد أحد هذه الأنظمة, حُكم فيه على الإنسان بتاريخ تنتهي فيه صلاحيته, فيستبدل بقطعة أخرى جديدة تتواكب مع إيقاع الحياة الجديدة, وهكذا يأتي من يأتي, ويرحل من يرحل، وماذا بعد؟؟ أصبح هذا المدعو (التقاعد) شبحاً يخيف الكثيرين, وصار عاراً قد يجعل بعض الناس ينتهي بالفعل, ومن ثم أصبح الإنسان هو الحكم والقاضي والضحية .. إن مفهوم التقاعد من المفاهيم الحديثة, التي أخذت بها جميع الدول, فقد ظهر نتيجة التحول للمجتمع الصناعي, وعلى الرغم من عدم اتفاق العلماء المختصين على مفهوم واحد للتقاعد, إلا انهم اتفقوا على عدة جوانب ترتبط بالتقاعد, ومنها أن التقاعد يرتبط بالوظيفة أكثر من ارتباطه بالعمل. فالمتقاعد يترك الوظيفة عندما يبلغ سناً معيناً وليس شرطاً أن يكون غير قادر على العمل.
لذا, تشير الاحصاءات إلى أن عدد الاشخاص الذين بلغوا 60 سنة فأكثر على مستوى العالم عام 2000م حوالي 590 مليون شخص، ويحتمل ان يتزايد هذا العدد ليصل إلى حوالي 976 مليون شخص عام 2020م. وتشير معظم الدراسات إلى ان رعاية المتقاعدين في الدول العربية تقتصر على توفير معاش شهري للمتقاعدين بنظام التقاعد أو التأمين، وايجاد مؤسسات إيوائية.
من هنا فإني أرى أهمية رصد آثار التقاعد، مع الإجابة على كثير من التساؤلات التي تؤرق وتزعج المتقاعدين، من أجل تقديم رسالة واضحة للمتقاعدين ، نقول لهم فيها: إن في العمر بقية، والحمد لله، ينبغي اغتنامه في الصالح النافع.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved