الجسم السليم في العقل السليم عبارة نرددها ونضعها في لوحات إرشادية داخل المدرسة، تظل راسخة في عقل بعض الطلاب بمفهوم خاطىء، أي أنها تقتصر فقط على ممارسة الرياضة، أما النواحي الأخرى المرتبطة بالجوانب الصحية فتبدو شبه غائبة عن فكره، وإذا بحثنا عن سبب ذلك لوجدنا أن هناك اقتقاراً للتثقيف الصحي في مدارسنا، كل ما في الأمر مجرد توجيهات أو نشرات تأتي بشكل غير مدروس، ووفقاً للمناسبة وحسب ما تقتضيه الحاجة.. فمتى نعي حقاً أهمية هذا الجانب ونعطيه حقه من الاهتمام بالشكل المطلوب، لأن أبناءنا في حاجة ماسة إلى ذلك، فعندما ينشؤون ويربون على اتباع السلوكيات الصحية السليمة حتماً هذا سوف يساعد على الاتقاء من الأمراض والمخاطر الناشئة من الحوادث وبناء جسم سليم بإذن الله.
وإذا كانت الوزارة متمثلة في الإدارة العامة للصحة المدرسية تحاول أن ترتقي بالعلم الصحي المدرسي وذلك عن طريق استحداث ما يسمى (بالمنتدى الصحي) الذي يستهدف كافة منسوبي التعليم من طلاب ومعلمين ومنسوبي الوزارة إلا أن هذا سوف لن يغير في الواقع شيئاً، فسوف يخدم فئة على حساب أخرى حيث يستفيد منه المعلمون والموظفون، أما الطلبة فلن يكون تأثيره عليهم بالدرجة التي نطمح إليها، وذلك عائد إلى الفارق في مستوى العمر يضاف كذلك وهو الأهم، أن الأمر يأخذ جانب الاختيارية أي ترك الحرية للطالب في عملية الانتساب والحضور، وهذا عامل لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج فعالة وناجحة مع الوقت.. والمطلوب إذاً هو جعل التثقيف الصحي جزءاً لا يتجزأ في منهج الطالب الدراسي بحيث يدرج مع الحصص بواقع حصة أسبوعياً يقوم عليها مشرفون من الصحة المدرسية أو وزارة الصحة وتشمل:
1 - أسس التغذية السليمة.
2 - صحة الفم والأسنان.
3- أضرار التدخين ومكافحته.
4 - الحوادث في المجتمع المدرسي وكيفية معالجتها.
5 - السلوك الصحي وعلاقته بالأمراض.
6- التدريب على الإسعافات الأولية وكيفية إسعاف المريض.
7 - كيفية المحافظة على البيئة والاهتمام بها.
ويجب الأخذ في الاعتبار مراحل النمو عند الطالب، فكل مرحلة تختلف عن الأخرى من ناحية تقبل المعلومات الصحية فتعطى على شكل تدريجي وفق عمر الطالب، فيمكن التركيز في المرحلة الابتدائية على التغذية وصحة الفم والأسنان.. وبالانتقال إلى المرحلة المتوسطة يكون الطالب قد بدأ في إدراك ما حوله ودخل مرحلة النضوج، عندها يباشر بعرض كافة ما يهمه صحياً.
وعدم إغفال أن هذا كله يجب تطبيقه بتوازن بين الجانب النظري والتطبيقي بحيث لا يقتصر على الناحية النظرية بل يشمل عروضاً عن طريق الفيديو وكذلك المعارض المصورة لكي تساهم في غرس المعلومة والسلوك الصحي السليم في ذهن الطالب، وبذلك نساعد على تنمية الوعي الصحي في مدارسنا ونوجد جيلاً ينعم بالصحة والعافية.
|